الدوحة 13 يوليو 2017 (وال)- غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مساء الخميس العاصمة الدوحة متوجهاً إلى واشنطن، في ختام جولة خليجية شملت أيضاً الكويت والمملكة العربية السعودية،استعراض خلالها سُبل حل الأزمة القطرية.
وكان تيلرسون أجرى أمس الأربعاء محادثات مع وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب،بحضور كويتي في مدينة جدة السعودية.
ويسعى تيلرسون إلى تخفيف التوتر في الأزمة القطرية،لكنه لم يقدم أي مبادرة واضحة للحل.
ويعتمد الوزير الأميركي دبلوماسية تختلف معاييرها عن تلك التي اعتمدها أسلافه في أزمات المنطقة.
وكانت قد مرت خمسة أسابيع منذ بداية الأزمة القطرية قبل أن يزور تيلرسون المنطقة، وقبل ذلك كان يتابع الأزمة عن بعد.
وأطلق تيلرسون آنذاك مواقف متضاربة مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب،ففي الوقت الذي وصف الرئيس ترمب قطر بالداعم التاريخي للإرهاب، اعتبر تيلرسون مواقف قطر من الأزمة واضحة ومنطقية.
وقد تسّرع الوزير الأميركي في الحكم على طبيعة الأزمة،استكمله فور وصوله إلى الدوحة،حيث صرح بأن مطالب قطر معقولة حتى قبل أن يسمع من الطرف الآخر،وعكست تبسيطاً منه للمشكلة.
وعقب انتقاله إلى جدة كان يُعّول على ورقة التفاهم المشترك لمكافحة الإرهاب وتمويله بين بلاده وقطر،وهو اتفاق كان توقيته خاطئاً،تحديداً مع الإبقاء على مضمونه سرياً وعدم الإعلان عن آلية لتطبيقه.
ومع ذلك اعتبر الوزير الأميركي الاتفاق كاف لتغييّر موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب،فلم يحمل معه إلى جدة مبادرة مفصلة لحل الأزمة،بل بضع أفكار لحل تفاوضي مؤقت،فيما الدول العربية الداعية لمحاربة الإرهاب تُريد حلاً دائماً، هذا ما أكده وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
من جهة أخرى تختلف دبلوماسية تيلرسون في الشكل والمضمون مع ما اعتمده أسلافه في تعاطيهم مع أزمات المنطقة،فما من شك أن الوزير الأميركي يُريد حلاً دبلوماسياً يُراعي مصالح بلاده، إلا أن أسلوبه لم يحقق نتيجة ملموسة حتى الساعة.
ومع استمرار التفاوت في التوجه بين الرئاسة الأميركية والخارجية،في ظل ضبابية الإستراتيجية،يخشى أن يُساهم تيلرسون في تعقيد الأزمة بدل المساهمة في حلها،بوصفه يسعى لتخفيف التوتر وليس لحل أصل المشكلة ذاتها. (وال- الدوحة) ر ت