أسبانيا 13 يوليو 2017 (وال) – اجتاز الشاب الليبي الأمين محمد الصغير درجة الماجستير التخصصي في الصحة العالمية كلية العلوم الطبية في جامعة “مالقا” بإقليم الأندلس في أسبانيا مع مرتبة الشرف والتفوق برسالته الطبية المعنونة “الحرب الليبية وتأثيرها على الصحة”.
وقال الأمين في تصريح خاص لوكالة الأنباء الليبية إن ما يحصل الآن في ليبيا قد أصبح طابع العنف المسلح جزءاً من الحياة اليومية مما خلف تأثيرات عديدة ومتنوعة،مبيناً أن أخطر أثار الحروب ليس الظاهر منها الآن بل ما يظهر لاحقاً في الأجيال المتعاقبة حيث حملوا معهم مشكلات نفسية واجتماعية لاحصر لها.
وبين الأمين أن تأثير الصدمات مايسمى (PTSD) يرمز له اختصار (Posttraumatic stress disorder)حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض، كما أن الصحة النفسية وتبعياتها في تراجع متزايد في ليبيا نتيجة للعنف المسلح وما آلت إليه من أحداث، وأيضًا هناك أمراض سيكوسماتية أو ماتعرف بالأمراض النفسية الجسيمة.
وتابع أن تأثيرات الحرب مبحث علمي دقيق يجب أن يأخذ بعين الاعتبار في الكليات المتخصصة في الجامعات الليبية ولكن للأسف من بين العراقيل التي تقف حائلاً أمام الباحث أنه لا يوجد الكثير من الدراسات والأبحاث ذات الصلة للصراع الليبي بسبب فقدان الدراسات الإكلينيكية والفحوصات الميدانية بسبب خلل المنظومة الصحية في ليبيا والعجز شبه التام بسبب الإهمال والصراعات السياسية.
وأضاف أن موضوع التأثيرات الصحية بعد الحروب والكوارث والأزمات هي مسألة إستراتيجية وحيوية بالنسبة لليبيا بسبب الفوضى والعنف المسلح بشكل يومي مما سبب آلامًا نفسية وهناك الآلاف يعانون منها ربما دون أن يعرفوا ذلك وغالباً ما تظهر المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة ويميلون إلى اللعب بالمسدسات وبهذا وتمتلئ مشاعر الطفل بالعنف والكراهية،فكثيرًا ما يستخدم الأطفال في النزاعات والحروب بصورة مباشرة.
وفي سياق متصل ناشد الأمين كل الجهات المختصة بالإيفاد بمساعدة الطلبة الموفدين خارج ليبيا فهناك آلاف من الطلبة في الخارج متفوقون ولكن الصعوبات الحالية وقفت حائلًا بينهم وبين استكمال دراستهم .
والجدير بالذكر أن الأمين من مواليد 1984 من مدينة ودان وقد التحق بجامعة مالقا عام 2016م وأكمل دراسته على حسابه الخاص. ( وال – أسبانيا) أ ف/ ع م