بيروت 16 يوليو 2017 (وال)- كشف تسجيل فيديو ظهر اليوم الأحد،لمسؤول إحدى الميليشيات يتوعد فيها اللاجئين السوريين حال إكمالهم الدعوة إلى التظاهر وسط بيروت ضد ما يتعرضون له من ممارسات مسيئة.
هذا ويأتي ظهور الفيديو مع تزايد الممارسات العنصرية وتفاقمها ضد اللاجئين في لبنان،وفي خضم مسلسل التحريض على اللاجئين السوريين،فقد خرجت ميليشيات حماة الديار الموالية لميليشيات حزب الله،لتتوعد من هربوا من العنف في بلادهم سوريا حاملين صفة اللجوء إلى لبنان.
ولا يتفق كثير من اللبنانيين على السماح بالتظاهر للاجئين،فاللبنانيون أنفسهم محرومون من أبسط حقوقهم التي سُلبت لصالح السلطة،ومن يسيطر عليها من ميليشيات مسلحة،ولكن الرغبة بالتظاهر بعد ست سنوات على اللجوء،تُؤشر إلى استفحال العنصرية الممارسة بحقهم في معظم الأحيان.
وأزمة سوء معاملة اللاجئين الأخيرة،انطلقت قبل نحو أسبوعين مع مقتل لاجئين سوريين أثناء خضوعهم للتحقيق من الجيش اللبناني.
حملات منظمة
وقد انطلقت حملات إعلامية كثيرة بشكل منظم قبل أكثر من شهر،تحرّض على اللاجئين السوريين،كما استقوت تلك الحملات بتصريحات سياسيين لم يوفروا فرصة ليفردوا في كل المنصات عنصرية واضحة تجاه اللاجئين،ثم انتقلت إلى زعماء ميليشيات وصفوا بعض هؤلاء اللاجئين بتنظيم داعش .
وأما من يُفترض أن يكونوا أسياد القرار في لبنان،فدعوا إلى عودة طوعية للاجئين إلى سوريا،مطالبين الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع النظام السوري.
وتطول سلسلة الحملات لتصل إلى مسرح وسائل التواصل الاجتماعي،متوعدة بعقاب الإعلاميين ممن يعارضون سوء معاملة اللاجئين.
لكن الشارع اللبناني الذي رحّب جزء كبير منه باللاجئين منذ هروبهم قبل 6 سنوات من نيران الحرب السورية،يُشارك هؤلاء معضلة فقدان العيش الكريم في لبنان،فحجة طرد اللاجئين للحفاظ على الاستقرار الأمني وتوفير الرفاه الاقتصادي لم تعد تنطلي على أحد،وميليشيات حزب الله التي تتزعم حملة تهجير اللاجئين السوريين إلى بلدهم،هي نفسها أهم أسباب هروبهم من وطنهم.
واللاجئ السوري متهم بالإرهاب في لبنان،ومتهم بالإرهاب عند النظام السوري في بلده،ولا يمكنه البقاء في لبنان ولا يمكنه العودة إلى سوريا،ويبدو أن هذه المسرحية المشتركة من الطرفين تهدف لأمور أبعد من طرد اللاجئين،وربما أهمها وضع خارطة جديدة لسيطرة حزب الله الطائفية. (وال- بيروت) ر ت