البيضاء 23 يوليو 2017 (وال) – قالت اللجنة العليا للإفتاء في الهيأة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في الحكومة الليبية المؤقتة إنها تابعت عن كـثب التداعيات الحاصلة على فتواها في حكم الصلاة خلف من يقول بأن القرآن مخلوق وينفي رؤية المؤمنين لربّهم في الآخرة (الصادرة في مايو 2016).
وقالت اللجنة في بيان تلقت وكالة الأنباء الليبية نسخة منه إنها “لاحظت أن طوائف من التكفيريين والعلمانيين أثارت فتنة وتحريشاً بين المسلمين (أمازيغ وعرب) لإحياء نعرة جاهلية ـــ علماً بأن الفتوى ليس فيها ذِكرٌ للأمازيغ ـــ” مؤكدة أن في “الأمازيغ علماء أجلاء ومشايخ فضلاء وقادة فتوحات”.
وأضافت اللجنة أن “فتواها إنّما كانت في كل من يعتقد هذه الأمور المذكورة في السؤال الموجّه إليها ألا وهي (عقيدة أن القرآن مخلوق ونفي رؤية المؤمنين لربّهم في الآخرة) وقدّر الله أن يكون السائل من (الجبل)” لافتة إلى أن “كلّ من يعتقد هذه العقائد لا تجوز الصلاة خلفه سواء كان عربياً أم أمازيغياً،إباضياً كان أم أشعرياً”.
وأكدت اللجنة أن هذا “هو قول أصحاب المذاهب الأربعة (الحنفيّ- المالكيّ- الشافعيّ- والحنبليّ) وأن أئمة المالكية ـــ وعلى رأسهم الإمام مالك وسحنون وابن عبد البرّ وابن رشد وغيرهم ـــ لا يجيزون الصلاة خلف من يعتقد هذه العقائد الباطلة” متسائلة “هل يقال: إنّ هؤلاء الأئمة تكفيريون؟!”.
وأوضحت اللجنة أنه ليس في قول فتواها “(عندهم عقائد كفرية) تكفيرٌ لأعيان الإباضية أو لأئمة مساجدهم،وقد قرّر ذلك أئمة الإسلام في كتبهم، ففرّقوا بين الإطلاق والتعيين، وهذا لا يخفى على من عنده أبجديات العلم الشرعي”.
وأكدت اللجنة العليا للإفتاء أنها “معروفة بوسطيّتها ومنهجها المعتدل القويم،ومعروفة من خلال بياناتها بحرصها على وحدة البلاد ومحافظتها على السلم الاجتماعيّ على ضوء الكتاب والسنة،وأنها كثيراً ما تحثّ المسلمين على فضّ النزاعات بينهم، وإرشادهم إلى المصالحات، وأنها تـؤيّد جميع ما حصل في ليبيا من رأبٍ للصدع وجمعٍ للكلمة”.
وأشارت إلى أنها -ومن محافظتها على السلم الاجتماعيّ – مسألة دعمها وتأييدها للجيش العربيّ الليبيّ في حربه على الإرهاب والمتطرفين،وأنها بيّنت حال الخوارج في ليبيا،ورَدّت على فتاوى المجرم الغريانيّ التكفيرية التي تدعو لسفك الدماء المعصومة، ورَدّت على ما يُسمّى بهيأة علماء ليبيا التكفيرية، ورَدّت على قناتي النبأ والتناصح التكفيريتين، ورَدّت على التطرف العلمانيّ وعلى بعض أفرادهم من الطاعنين في الشريعة والرسل والصحابة وأئمة السلف الصالح،بل والطاعنين في الله عز وجلّ”.
وقالت “يكفي بياناً لمدى وسطيّة هذه اللجنة أنّ أكثر قادة هذه الحملة على الفتوى وتشويهها وتهويلها وتأويلها هم من عُرِفوا بالتكفير والإرهاب والعمالة،كقناتي الجزيرة والتناصح،وجماعة الإخوان المسلمين الليبية الإرهابية،وما يسمى بهيأة علماء ليبيا التكفيرية، وبعض أرباب العلمانية العابثين في البلاد بالفساد، والمتحالفين مع الغرب في فرض حكوماتٍ تجمع شتات الإرهاب”.
وأضافت اللجنة العليا للإفتاء بالقول إنها “إذ تقول هذا؛ لتوصي الليبيين ــ لا سيما إخواننا الأمازيغ ــ أن لا ينجرّوا خلف مثيري الفتن الذين خسروا حربهم العسكرية فأرادوا أن يجرّوا البلاد إلى حروب عرقيّة،ليتسنّى لهم في هذه الفوضى تنظيم صفوفهم وإعادة كرّات التكفير والاغتيالات والتفجير” سائلة الله أن يحفظ بلادنا”.
وسألت اللحنة العليا للإفتاء في ختام بيانها الله عز وجل أن “يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، وأن يحقن دماءنا ويصلح ذات بيننا، وأن يجمع كلمتنا على الحق إنه على كل شيء قدير”.(وال – البيضاء) ا م