بنغازي 30 يوليو 2017 (وال) – أنهى الوفد الأمني الأممي الرفيع التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مساء الجمعة، زيارة إلى مدينة بنغازي، أجراها على مدى يومين متتاليين، لتقييم الأوضاع الأمنية في المدينة التي أعلنت القوات المسلحة العربية الليبية تحريرها من قبضة الإرهاب مطلع يوليو الجاري.
وجاءت هذه الزيارة تلبية لدعوة سيادة عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار، تمهيدا لإعادة افتتاح مكتب البعثة في المدينة، بناء على طلب سيادته، بعد أن أثمرت جهوده في إقناع البعثة بذلك، وذلك خلال اجتماع عقده الأسبوع الماضي في العاصمة التونسية مع نائب رئيس البعثة – الممثل المقيم للشؤون الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا السيدة ماريا دو فالي ريبيرو.
وفي 23 يوليو الماضي أعلن مكتب إعلام بلدية بنغازي أن السيد عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار ناقش مع السيدة ريبيرو إعادة افتتاح مكتب لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في مدينة بنغازي وفق برنامج زمني وخطوات تم الاتفاق عليها خلال ذلك الاجتماع.
والخميس الماضي، حطت على أرض مطار بنينا الدولي الطائرة الخاصة التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وعلى متنها وفد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يرأسه السيد فيليبو تارا المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ويضم كل من السيد لاسا روس، والسيد حريز وسيم ، والسيد خالد صالح، والسيد لي الحسيني الأعضاء في البعثة.
وكان في استقبال الوفد في صالة كبار الزوار بمطار بنينا الدولي مسؤولين في بلدية بنغازي، ومكتب الخارجية ببنغازي، ومسؤولين في وزارة الداخلية.
واستقبل سيادة عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار الوفد في مقر ديوان البلدية، صحبة وكيل عام وزارة الداخلية العميد حسين العبار، وآمر المنطقة العسكرية بنغازي العميد سالم العبدلي، ومدير إدارة الشرطة والسجون العسكرية العميد جبران المهدوي، ومدير أمن بنغازي العميد نوح العرفي، وآمر منفذ مطار بنينا الدولي العميد عطية المبروك.
تكونت لدينا ملامح الدولة
وقال سيادة عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار في كلمة ترحيبية بالوفد، إن مدينة بنغازي قد ظلمت، لكن الله ثم بفضل القوات المسلحة العربية الليبية عادت المدينة إلينا بعد أن سيطرت عليها الجماعات الإرهابية فترة من الزمن، كما عاد إلى أحضان الوطن الجنوب الليبي وتكونت لدينا ملامح الدولة وأجهزتها.
من جهته رحب آمر المنطقة العسكرية بنغازي العميد سالم العبدلي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بالوفد الأمني التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
إلى ذلك، أعرب السيد فيليبو تارا المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن شكره وامتنانه لهذه الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة سيادة عميد بلدية المستشار عبدالرحمن العبار، ولبحث الأوضاع الأمنية في المدينة بعد تحريرها تمهيدا لعودة فرع البعثة الأمنية إليها.
وأوضح السيد فيليبو تارا أنه جاء والوفد المرافق له إلى مدينة بنغازي للتنسيق الأمني مع السلطات في عودة مكتب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى بنغازي، ليرجع عقب هذه الزيارة بتوصياته إلى رئيس البعثة ومسؤوليها المقيمين مؤقتا في تونس بالعودة من عدمها.
وأشار إلى أن خمسة هيئات دولية كانت تتواجد في مدينة بنغازي ويتطلعون جميعا للعودة إلى المدينة وتعزيز تواجدهم فيها، لافتا إلى أنه سيزور المرافق الأمنية، والطبية التي قد يحتاجها العاملون في البعثة في حال تعرضهم لأي أمر طارئ.
وقال إنه حينما تعود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لفتح مكتبها في مدينة بنغازي ستحضر معها جميع التجهيزات والمعدات والسيارات اللازمة، لافتا إلى أنه سيبحث خلال هذه الزيارة المواقع التي من الممكن فتح مكاتب البعثة فيها ومقر الإقامة للعاملين.
من جهته، قال سيادة عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار إن الوضع في مدينة بنغازي ممتاز للغاية، لافتا إلى أن الجماعات الإرهابية المسلحة التي كانت تتحصن في المدينة قضت عليها القوات المسلحة العربية الليبية بالكامل، مؤكدا أن تحرير المدينة أعلن رسميا وأنها الآن تحت سيطرة قوات الأمن وأن المهام العسكرية للجيش قد انتهت.
وأوضح سيادته أن انتهاء الحرب على الإرهاب في مدينة بنغازي لا يعني بالضرورة أن تكون المدينة خالية من الجرمين تماما، خصوصا وأن المجتمعات والدول حتى المتقدمة منها يتواجد بها عدد من المجرمين بمختلف أصنافهم، ونحن لا نختلف عن أمريكا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تتمتع بالقوة الأمنية الضاربة وتحدث فيها اختراقات أمنية من المجرمين بين الفنية والأخرى.
وأكد سيادة عميد البلدية المستشار عبدالرحمن العبار أن المناخ الأمني مناسب جدا لعودة البعثة إلى مدينة بنغازي، لافتا إلى أنه سيحدد مكان العمل والإقامة للبعثة على أن يكون تأمينها مشتركا بين البعثة والسلطات الليبية.
منظمات دولية تعمل في بنغازي
وأوضح سيادته أن معظم مناطق مدينة بنغازي مؤهلة للعمل والإقامة، مؤكدا أن هناك منظمات تعمل في المدينة ولم تتعرض للأذى ومن بينها منظمة (أطباء بلا حدود) وعدد كبير من الخبراء الأجانب في مجالات النفط والنهر الصناعي والعناصر الطبية والطبية المساعدة والصحفيين، وهو ما يشير إلى أن المناخ الأمني في بنغازي ممتاز.
وأشار سيادة عميد بلدية بنغازي خلال الاجتماع إلى أن للوفد الأمني الأممي مطلق الحرية للاجتماع بمختصين وأن تسأل من تشاء وأن تطلب البيانات والإيضاحات اللازمة للتقييم، إضافة إلى الزيارات الميدانية للمدينة حتى تتمكن البعثة من اتخاذ القرار الرشيد والذي نأمل أن يكون بالعودة السريعة إلى فتح مكتبها في المدينة لتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين.
وقال “نحن نعيش وضعا إنسانيا صعب للغاية، هناك مشاكل للصرف الصحي في الصابري وسوق الحوت وهذه تحتاج إلى مساعدة دولية، ولدينا أسر نازحة تسكن في المدارس وعودة البعثة إلى بنغازي إنساني بالدرجة الأولى”.
وفي هذا السياق، قال السيد فيليبو تارا المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إننا نعلم أن تحرير مدينة بنغازي قد تم إعلانه في 5 يوليو الماضي، لكن هناك العديد من القنوات الإعلامية تؤكد أن هناك ماتزال مشاكل من الألغام ومشاكل لوجستية أخرى.
وقال آمر منطقة بنغازي العسكرية العميد سالم العبدلي إن “ما يوجد في ليبيا واضح للعالم كله، والاسلحة التي دخلت إلى البلاد وتم توريدها عبر السفن كانت موجهة ضد الجيش الليبي الذي قارع الإرهاب في ظل حظر أممي على تسليحه”.
وأضاف العبدلي “الحظر تم تنفيذه على الجيش الليبي ولم يتم تنفيذه على الجماعات الإرهابية التي دعمتها عدد من الدول بالأسلحة والألغام والذخائر”.
وأشار إلى أنه حينما يتم تقييم أمن مدينة بنغازي بالمقارنة مع أمن المملكة المتحدة أو فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية سنجد أن الحال في مدينة بنغازي التي تنتشر فيها الأسلحة أفضل بكثر من هذه الدول العظمى التي حدثت فيها خروقات أمنية كبيرة، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة عملت على تجويع ليبيا.
وأوضح أن هناك معدات تستخدم في السلم والحرب، وأن هناك حقول للألغام ما تزال تنتشر في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية وتقتل الليبيين، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة تمنع عنا استقدام أجهزة الكشف عن الألغام وهو ما يؤدي إلى مقتل الليبيين تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة.
كنا نقارع الإرهاب والآن نقارع الألغام
من جهته، قال سيادة عميد بلدية بنغازي المستشار عبدالرحمن العبار إن موضوع الألغام سبق وأن تحدث فيه مع الأمم المتحدة، مؤكدا أنه موضوع هام وخطير ولم يعط العناية التامة من المجتمع الدولي.
وقال عشرات المواطنين يفقدون بسبب الألغام أكثر ممن فقدوا في الحرب، وهو ما يؤكد أننا كنا نقارع الإرهاب الذي ليس له عهود أو مواثيق يحترمها خلال الحرب، وعمل من خلال هذه الطرق الخسيسة في التفخيخ.
لكن سيادة العميد المستشار عبدالرحمن العبار أكد أن مدينة تتعرض بالإضافة إلى الحملة الإرهابية السابقة إلى حرب إعلامية شرسة لتبين للعالم أنها ليست مدينة آمنة، في المقابل فإن البعثة تبالغ في تأمينها في تونس وقد تعرضت للقصف والخطف في الزاوية التي تفتت مكتب بها، وبنغازي أفضل منها بكثير لأن من يحميها الجيش والشرطة وليس الميليشيات.
وفي هذا السياق أعرب السيد فيليبو تارا المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن أسفه لما عانى منه المواطن في مدينة بنغازي، لافتا إلى أن هذه الزيارة جاءت لكي تستطيع البعثة من مساعدة المواطنين في هذه المدينة.
وقال السيد فيليبو تارا إننا متشجعين جدا مما لاحظنا منذ وصولنا إلى مطار بنينا الدولي وسنعمل على العودة سريعا إلى مدينة بنغازي لنتمكن من مساعدة الليبيين في عدة مجالات ونأمل أن تكون توصياتنا إيجابية إلى رؤسائنا للعودة سريعا إلى مدينة بنغازي.
وقال مدير أمن بنغازي العميد نوح العرفي خلال زيارة الوفد إلى مديرية الأمن إن لدينا جاهزية تامة لتأمين البعثة، ولدينا فرق للتدخل السريع والنجدة والإسعاف والطوارئ.
وقال آمر كتيبة شهداء الزاوية العميد جمال الزهاوي خلال زيارة الوفد للكتيبة إن الوضع آمن في مدينة بنغازي ولا داع للقلق من أية اختراقات.
الخطر قد زال عن مدينة بنغازي
من جهته قال آمر جهاز مكافحة الإرهاب العقيد عادل مرفوعة البرغثي خلال زيارة الوفد للجهاز إن إجراءاتنا متسمة تماما مع القانون وكل الموقوفين لدينا يتم الإشراف عليهم من قبل القضاء والنيابة العامة، لافتا إلى لدى الفرع عشرون مكتبا منتشرة في كل المناطق وقادرة على تتبع الإرهابيين وإن ثمة خلايا نائمة في البلاد.
وأشار إلى أن البرلمان يستعد للانتقال إلى مدينة بنغازي وهذا يعني أن الخطر قد زال في هذه المدينة ، لافتا إلى ان العديد من الإرهابيين ومن يتعاون معهم قد سلموا أنفسهم طوعا.
من جهته قال سيادة وكيل عام وزارة الداخلية العميد حسين العبار خلال زيارة الوفد له إن الوضع الأمني ممتاز للغاية، لكن الوزارة محتاجة إلى معدات تسهل مهمتها.
وأضاف أن الوزارة تحتاج عون الأمم المتحدة في مكافحة الهجرة غير الشرعية خصوصا وأن ليبيا محاطة بدول ينتقل عدد كبير من مواطنيها عبر ليبيا للوصول إلى أوروبا وتمنعهم السلطات الليبية من ذلك خصوصا في شرق البلاد.
وقال إن الحصار المفروض على الحكومة المؤقتة خصوصا في العملة الأجنبية سبب قصورا في التجهيز، إلا أننا تمكنا من الانتصار على الإرهاب في ظل عدم مساعدة العالم لنا، وقد قمنا بتشغيل منظومة المطلوبين والإرهابيين ومنظومة الجوازات ومنظومة المطارات والمنافذ، وقد خرجنا بالأمس 900 شرطيا من مركز تدريب الزنتان وخرجنا العديد في مراكز التدريب بشرق البلاد.
وأضاف إن خبرتنا جيدة والرجال موجودين وما ينقصنا إلى الدعم والتقنية.
وفي معرض رده على سؤول للسيد فيليبو تارا حول عمل النيابة العامة والقضاء ومؤسسات الإصلاح والتأهيل أكد الوكيل أنها بدأت تعمل جميعا وبصورة سليمة.
من جهته قال، مدير منفذ مطار بنينا الدولي العقيد عطية المبروك العوامي إن جميع الوحدات الأمنية الظاهرة والمخفية تعمل بالصورة الصحيحة، لافتا إلى أن المطار يستعد إلى لاستئناف الخطوط المصرية رحلاتها من بنيينا بعد أن أجرت عمليات التقييم اللازمة.
رجوع المكتب إلى بنغازي مهم
وأضاف أن جهاز مكافحة الإرهاب والدعم المركزي والأمن الداخلي والاستخبارات تعمل على مراقبة المطار من الخارج وحتى الدخول إلى المطار مع مراقبة صالة الركاب ومداخل صالة الركاب وأرضية المطار والطائرات من الخارج والداخل وهذا تأمين ممتاز للغاية.
وعقب دخول الوفد إلى صالة المسافرين لاحظ وجود جنسيات أجنبية في صالة المغادرة ما دعا السيد فيليبو تارا إلى سؤالهم عن الأوضاع الأمنية في مدينة بنغازي.
فقال أحد العناصر الطبية الأجنبية “نحن هنا منذ مدة وبنغازي الآن تشهد حالة استقرار أمني ممتاز ونستطيع الخروج ليلا وبكل أريحية وبنغازي آمنة جدا”.
وقال السيد فيليبو تارا عقب انتهاء الزيارة في تصريحات إن “مهمتنا إرجاع المكتب الأمني للأمم المتحدة إلى بنغازي، ولو تحققت هذه المهمة سترجع بقية مكاتب البعثة إلى المدينة”.
وأضاف أن “المبعوث الجديد السيد غسان سلامة سيأتي قريبا إلى مدينة بنغازي” لافتا إلى أنه من الضروري أن نعد أنفسنا لهذا الحدث، قائلا “نحن متأكدين أن جزء من بعثة الأمم المتحدة سيأتي بشكل عاجل”.
وأكد أنه “لاحظ إنفاذ القانون في مدينة بنغازي وأن الانضباط الأمني موجود”، مشددا على أن تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سيقتصر بشكل مباشر مع بلدية بنغازي وعميد البلدية المستشار عبدالرحمن العبار.
وأثنى السيد فيليبو تارا على ملاحظة الفريق قيادة النساء للسيارات في المدينة إلى وقت متأخر من الليل، لافتا إلى أن هذا يدل على أن الوضع الأمني ممتاز للغاية في بنغازي.(وال – بنغازي) ن ك/ ا م