طرابلس 28 سبتمبر 2017 (وال) – تعود العاصمة الليبية طرابلس من جديد إلى واجهة المشهد السياسي المتذبذب في البلاد ، ولكن هذه المرة بوجوه مختلفة وأوراق جديدة، ففي الأيام القليلة الماضية خرج على الساحة الليبية الناشط السياسي والمرشح السابق لرئاسة الوزراء المدعو عبد الباسط أقطيط ومعه العديد من الوعود بإصلاح وتغيير وتصحيح مجريات الوضع في البلاد.
ولم يتوقف الأمر إلى هنا بل امتد معه ليضرب جميع الأطراف السياسية في عرض الحائط عندما دعا أهالي طرابلس إلى حراك 25 سبتمبر وحثهم على الخروج في مظاهرات وسط ميدان الشهداء لرفع المعاناة اليومية عنهم على حسب قوله،الأمر الذي جعل بعض القوى العسكرية في المدينة تتحرك بسرعة وتضع تعزيزات عسكرية كبيرة تحسبا لأي طارئ.
ورغم رفض مديرية أمن طرابلس إعطاء إذن التظاهر لمنظمي مظاهرة 25 سبتمبر إلا إن هناك المئات من المؤيدين لقطيط والمعارضين له تظاهروا داخل ميدان الشهداء.
وذكر أحد شهود العيان من ساحة الشهداء في طرابلس طالبا عدم الإفصاح عن هويته في تصريح لوكالة الأنباء الليبية ( وال ) إن الميدان منذ ساعات الصباح الباكر كان مطوقًا بالكامل من إحدى الجهات العسكرية وإن الأجواء كانت مشحونة قليلا بين المؤيدين والمعارضين لأقطيط وإن الخوف والرهبة كان واضحا في عيون المتظاهرين وسط ترقب حذر من الطرفين.
وأضاف الشاهد أن بعض المؤيدين لـ أقطيط رفعوا شعارات مناهضة للجيش وعملية الكرامة وحقهم في العودة إلى بنغازي إشارة إلى ما يعرف “بمجلس شورى بنغازي” الإرهابي وفي المقابل رفع المعارضون شعارات تطالب أقطيط بالرحيل وإن طرابلس مدينة السلام ، وإنه لن يطيل البقاء في ميدان الشهداء وبعد خروجه مباشرة حدثت مناوشات بسيطة لم تسفر عن أي خسائر بشرية سوى إصابة شرطي طعنا بالسكين.
وفي هذا السياق صرح الناشط السياسي محمد عبد الونيس المجبري لوكالة الأنباء الليبية ( وال ) أن ما دعا إليه المدعو عبد الباسط أقطيط لا يعتبر حراكًا حقيقيًا ومن الصعب توقع تحقيق هدف واحد من الأهداف التي طرحها.
وأوضح المجبري أن الأمور صعبة على من يمتلكون السيطرة على الأرض فما بالك بشخص لا يمتلك شيئًا ويتعهد بأمور أشبه بالمستحيلة في ظل ما تمر به البلاد من انقسام سياسي،ناهيك عن الحرب على الإرهاب واختلاف وجهات النظر من الشرق إلى الغرب.
وأضاف الناشط السياسي أن نزول أقطيط في مطار طرابلس يحمل رسالة واضحة بأنه يحضى بدعم من بعض المسلحين في العاصمة وفي حال استمر هذا الوضع ستشهد العاصمة الليبية اقتتالًا جديدًا بين المسلحين المسيطرين عليها ، الأمر الذي سيزيد من إرباك المشهد السياسي لأن أي موضوع يكون خارج صناديق الاقتراع يعتبر تعديا صريحا على الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة.
ومن جهته ذكر رئيس التحرير السابق في صحيفة خواطر الشعرية عبد الباسط الزوي لوكالة الأنباء الليبية (وال) أنه غير مقتنع بهذا الحراك لأن كل من يريد السلطة يأتي باسم الفقراء والمساكين حتى يتمكن ، والكل شاهد من هم الذين يدعمون أقطيط فهم من الهاربين من بنغازي والإخوان ومن على شاكلتهم.
ويرى مراقبون ومعلقون على الإنترنت أن المدعو عبد الباسط أقطيط وقع في الخطأ عندما كشف في الصباح الباكر ورقة من يقفون بجانبه بعد وصوله إلى طرابلس مما دفع العديد من الذين كانوا ينوون الخروج معه إلى مراجعة حساباتهم في اللحظات الأخيرة ، ناهيك على أنه قطع العديد من الكيلومترات قادما من نيويورك إلى تونس دخولا إلى طرابلس دون وعود الإصلاح والتغير التي أعلن عنها.
ويقول بعض مؤيدي حراك 25 سبتمبر بأنه يجب إنصاف أقطيط حتى لو ظهر مع بعض الشخصيات الجدلية من بعض التيارات الإسلامية في البلاد فهو يقود حراكا شعبيًا يستقطب الجميع،وحتى إن لم تكن أعداد الجماهير التي خرجت للمظاهرة كما هو مفترض يكفي أنه نفذ وعده وجاء إلى طرابلس وأثبت لكل من شكك في قدرته على المجيء بأنه قادر على تنفيذ كل الوعود التي وعد بها.
وتتوالى ردود الأفعال والتصريحات بين واثق ومشكك في إمكانية تحقيق المدعو عبدالباسط أقطيط للمخطط الإصلاحي الذي طرحه على الليبيين في ظل التخبط السياسي والأمني في البلاد.(وال – طرابلس) هـ ع/ أ د