قرنادة 28 سبتمبر 2017 (وال) قال دولة رئيس الحكومة الليبية الموقتة السيد عبد الله الثني إن قرار الحكومة منع الأمريكيين من دخول ليبيا جاء لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما وصفها بالتدابير المعززة للأمن القومي لبلاده والمتمثلة في تعليق دخول مواطني ليبيا إلى الولايات المتحدة كمهاجرين وغير مهاجرين بواسطة تأشيرة الأعمال التجارية والسياحة.
وقال دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله الثني في تصريح خاص لوكالة الأنباء الليبية (وال) إننا “لن نسمح للأمريكيين الدخول إلى ليبيا مالم تتراجع إدارة الرئيس ترامب عن موقفها تجاه الليبيين، وكذلك سيتم إخراج كل العاملين الأمريكان في الشركات النفطية الليبية ليعودوا إلى بلادهم”.
وأصدرت الحكومة الأربعاء بيانا أعلنت فيه متابعتها للأمر بقلق بالغ معتبرة أنه تصعيد خطير يستهدف المواطنين الليبيين بعينهم ويضعهم في سلة واحدة مع الإرهابيين الذين يقاتلهم الجيش الليبي وقدم الغالي والنفيس لأجل ذلك، بمساندة الشعب الليبي الرافض لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف وفقا للبيان.
وأشارت الحكومة إلى أن هذا وضعها أمام خيار واحد لا بديل له،وهو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مالم ترجع سلطات الولايات المتحدة عن قراراها.
واعتبر دولة رئيس الوزراء السيد عبدالله الثني أن القرار الأمريكي يعد تمييزا عنصريا بامتياز وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الذي تضمن المواثيق الدولية له حق التنقل والإقامة وفقا للقوانين والأعراف المتبعة والمكفولة من قبل الأمم المتحدة.
انفتاح الليبيين وقبولهم للآخر
وقال “إن الليبيين المعروفين بأصالتهم وطيب أخلاقهم وانفتاحهم على الآخر والقبول به، لا تمثلهم شرذمة من الإرهابيين تصدرهم دول العالم أجمع بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية” معتبرا أن الليبيين كانوا نعم السفراء لبلادهم من خلال مشاركتهم في البرامج التي نظمتها الولايات المتحدة ومن بينها (برنامج فولبرايت، وبرنامج القيادة للزوار الدوليين في الولايات المتحدة، وبرنامج YES).
وأوضح أن الليبيين توافدوا على الولايات المتحدة خلال العقود الماضية وحتى وقت قريب؛ لانتهال العلم من كبرى الجامعات الأمريكية وفتح أواصر الصداقة والتعاون المشترك في شتى المجالات إضافة إلى الزيارات السياحية والعلاجية، قائلا إن الولايات المتحدة لم تسجل أنها ألقت القبض على أي مشتبه ليبي في أعمال لها علاقة بالإرهاب أو ما شابه.
وأضاف أن “الولايات المتحدة الأمريكية متمثلة في إدارة الرئيس ترامب وضعت يدها في يد الحكومة المغتصبة للسلطة ولم تنل ثقتها من مجلس النواب الليبي،وتنصلت من العمل مع السلطات الشرعية للبلاد، والتي يشهد لها القاصي قبل الداني، أنها تقارع الإرهاب” في إشارة إلى ما تسمى بحكومة الوفاق غير الدستورية .
وأكد دولة رئيس الوزراء السيد عبدالله الثني أن الحكومة المؤقتة مع الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر “حققت انتصارات على الأرض بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من الجماعات المصنفة إرهابية لدى مجلس الأمن، في بنغازي وغيرها من المدن الليبية وحافظت على الشراكات الاقتصادية من خلال المحافظة على مقدرات الشعب الليبي المتمثل في النفط”.
وأبدى امتعاضه من اعتبار الولايات المتحدة أن حكومة الوفاق الوطني شريك مهم وقيم للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب قائلا “إننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلالها المجتمع الدولي إلى مراجعة سياستها، وعدم فرض وصايا على الليبيين وأن يتعاملوا مع السلطات التي ارتضاها الشعب في انتخابات حرة ونزيهة”.
وأشار دولته إلى أن “ما تسمى بحكومة الوفاق وجودها يعد سابقة لم تحدث في التاريخ” متسائلا “كيف يعترف العالم بحكومة غير معترف بها من شعبها وبرلمانها،ولا تملك أي سيطرة أو وجود يذكر على الأرض!”.
اغتصاب للسلطة
وأبدى استغرابه من ممارسة هذه الحكومة المغتصبة للسلطة في سابقة خطيرة، بسياسة الأمر الواقع الذي لا يمكن قبوله بأي منطق أو عقل سوي”.
وقال إننا “في الحكومة المؤقتة على أتم الاستعداد لتقاسم أنواع عدة من المعلومات، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالسلامة العامة وبالإرهاب واللازمة لحماية الأمن القومي والسلامة العامة لليبيا أولا، والولايات المتحدة بعدها، لأننا نحن من يعاني من براثن الإرهاب”.
وأكد أننا على أتم الاستعداد للتعاون في استعادة رعايانا الخاضعين لأوامر إبعاد نهائية من الولايات المتحدة وفقا للأصول القضائية والدبلوماسية المتعارف عليها والتي بموجبها يتم إعطاء معلومات مؤكدة تبيّن السبب الرئيس والمقنع في استبعاد أي مواطن ليبي من الأراضي الأمريكية.
واعتبر ان اختيار دولة ليبيا دون غيرها لمنع مواطنيها من الدخول إلى الأراضي الأمريكية بحجة ” الوجود الإرهابي الكبير داخل أراضي ليبيا” وفق ما أعلن الرئيس ترامب، يضع الولايات المتحدة في محك صعب بعد اعتبار دخول الليبيين لأمريكا يشكل خطرا على تلك البلاد، وفق تعبيره.
وقال “لقد عملت الولايات المتحدة طيلة المدة الماضية بعد تخليها عن الشعب الليبي في تحقيق تطلعاته عقب سقوط النظام السابق مع العديد من الإرهابيين الليبيين الذين أرجعتهم في وقت سابق من معتقلاتها الشهيرة بأحكام باتة متعلقة بالإرهاب، وقضوا فترة سجنهم في ليبيا وعملت على تلميعهم وإرجاعهم إلى المشهد السياسي للبلاد مجددا وتحاول وضعهم على سدة الحكم” في إشارة لعدد من الاسلاميين الليبيين الذين البارزين في المشهد وكان بعضم معتقلا في السجون الأمريكية.
وأضاف أن “هذا الازدواج في المعاير، يبين بما يدع مجالا للشك أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه بلادنا ما هو إلا نية مبيته لامتهان كرامة المواطن الليبي وإذعانه، وهو ما لن نسمح به ما دمنا حكومة يرتضيها الليبيين وجاءت عبر صناديق الاقتراع ومنحت الثقة من نواب الأمة، لأننا بلد حر ذو سيادة”.(وال – قرنادة) ا م