رأس لانوف 04 أكتوبر 2017(وال)- بعد اندلاع أحداث السابع عشر من فبراير 2011م شهدت منطقة الهلال النفطي في ليبيا وغيرها من المدن الليبية أوضاعا أمنية متوترة، وأصبحت الحقول والمواني النفطية على خط النار أثناء المواجهات الدامية التي شهدتها المنطقة وعموم البلاد.
عقب أحداث فبراير استولت بعض الميليشيات المسلحة التي يقودها المدعو إبراهيم الجضران على الحقول، وقامت بإغلاق مواني التصدير في السدرة ورأس الأنوف،والبريقة، والزويتينة، واستمرت مغلقة لأكر من ثلاثة أعوام، مما أثر بشكل كبير على عمليات التصدير وتوقفها وكبدت الدولة خسائر باهظة قدرت بعشرات المليارات.
وفي مرحلة لاحقة من شهر سبتمبر 2016 قامت القوات المسلحة العربية الليبية،بقيادة سيادة القائد العام المشير أركان حرب خليفة حفتر،بإطلاق عملية حملت اسم ” البرق الخاطف” والتي أعادت الحقول النفطية إلى شرعية الدولة بعد طرد وهروب ميليشيات المدعو إبراهيم الجضران، أمام ضربات الجيش في عملية البرق الخاطف.
وتم تحرير المواني النفطية ومحيطها بأقل الخسائر ووصفت العملية بأنها خطة عسكرية باهرة ومحكمة وكانت مفاجأة لليبيا والعالم.
وأعلن في يوم الأحد 11 سبتمبر 2016م المتحدث باسم القيادة العامة للجيش عميد أحمد المسماري،نجاح عملية البرق الخاطف،التي نفذتها القوات المسلحة بقيادة اللواء مفتاح شقلوف.
ويشار هنا إلى الدور الكبير الذي قام به شيخ قبيلة المغاربة الباشا صالح الأطيوش، ودعمه وقبائل المنطقة لعملية البرق الخاطف، مما قلل كثيرا من نسبة الخسائر في قوات الجيش وحافظ على الممتلكات العامة ومرافق المواني النفطية في المنطقة.
وقال المسماري في حينها “إن القوات المسلحة الليبية وهي تقدم على هذه الخطوة الجبارة، إنما تهدف في صميمها إلى رفع المعاناة عن الشعب الليبي،وتمكينه من الاستفادة من الثروات التي منه الله بها”.
وذكر المسماري وقتها أن الجيش يطالب الجهات الشرعية المختصة بالشأن النفطي إلى سرعة مزاولة نشاطها فورا وفق التشريعات النافذة”.
وبعد ذلك تكررت توالت الهجمات على الحقول من قبل الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، والمتحالفة مع الجماعات الإرهابية، ومنها ما عرف بسرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية،التي تريد إعادة الفوضى والاضطراب في منطقة الهلال النفطي،والسعي للسيطرة على مواني تصدير النفط،ولكنها وجدت القوات المسلحة لها بالمرصاد وفشلت في أكثر من محاولة وتكبدت خسائر فادحة في الأفراد والعتاد،وعاد الاستقرار لمنقطة الهلال النفطي،وعادت معدلات تصدير النفط تدريجيا لتقترب من معدلاتها الطبيعية.
وحول هذا الشأن أكد آمر جهاز حرس المنشآت النفطية عميد مفتاح المقريف،من جهته على أن الوضع الأمني داخل الحقول يتحسن يوما بعد يوم،وأن الترتيبات الأمنية على أعلى مستوى رغم محدودية الإمكانيات.
وتابع المقريف قوله على أن التنسيق الأمني بين القوات المسلحة والجهاز فاقت مستوى التعاون حيث وصل الأمر إلى أن الجهاز على مختلف مناطق عمله أصبح داعما لقوات الجيش بالمعلومات الاستخباراتية عن أي تحركات مشبوهة بالقرب من الحقول التي تقع في قلب الصحراء كحقل الواحة واحة وغيره من الحقول النفطية.
وأضاف المقريف أن جهاز حرس المنشآت النفطية بات يلامس خطوط التماس مع العدو حيث قدم الجهاز حوالي 85 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودين، وقد انتدب الكثير من العناصر التابعة لحرس المنشآت كمتطوعين في صفوف القوات المسلحة للمشاركة في الدفاع عن مقدرات الشعب واسترجاع هيبة الدولة.
وأشار، آمر جهاز حرس المنشآت النفطية عميد مفتاح المقريف،أن الجهاز في أمس الحاجة للتزود بالأسلحة والذخائر وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من العناصر في حاجة إلى التدريب والتأهيل حتى يكونوا على قدر أعلى من الكفاءة القتالية فمعظم المواني والحقول تقع في أماكن مقطوعة والمفاجآت فيها لا تنقطع ومتوقعة،ولذلك نحن نأمل أن يتم تعزيز قوة جهاز حرس المنشآت النفطية.
ومن جهته اطلعنا القائد الميداني في الكتيبة 302 التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية مسعود الضبع على مستجدات الوضع الأمني في منطقة الهلال النفطي.
وقال: بأن الوضع الأمني مستقر جدا وأن القوات المسلحة العربية الليبية،على أتم الجاهزية لصد أي هجوم على الهلال النفطي أو المناطق المجاورة له.
وأشار الضبع إلى أن هناك قوة كبيرة جدا ترابط على المناطق المحيطة بالهلال جنوبا وشمالا تتمثل في عدد من الوحدات العسكرية والقطاعات التابعة لها وهي في حالة جاهزية تامة.
وقال الضبع أن آخر تحركات للميليشيات تم رصدها خلال أيام عيد الأضحى الماضي بالقرب من منطقة النوفلية، وهي عبارة عن عربات تحمل أسلحة متوسطة، وتم مطاردتها وملاحقتها حتى هربت في عمق الصحراء، ومازالت دوريات القوات المسلحة تجوب الصحراء بحثا عن فلول هذه الجماعات.
وأكد القائد الميداني في الكتيبة 302 مسعود الضبع على أن معنويات أفراد ومنتسبي القوات المسلحة العربية الليبية عالية جدا وأنهم جاهزين لتلقي أوامر من قيادات القوات المسلحة،للتحرك نحو الأهداف المرسومة وسحق العدو في أوكاره،وأن عمليات الاستطلاع والدوريات الصحراوية لا تتوقف،وذلك لتأمين الحقول والمحافظة على قوت المواطن واستعادة معدلات التصدير لما كانت عليه قبل الأحداث.
ولكي نكون على أرض الواقع العملي في المواني انتقلنا إلى السيد،مدير مكتب الإعلام في شركة رأس الأنوف لتصنيع النفط والغاز أحمد رحيل الورفلي،الذي طمأن الليبيين بأن الوضع الأمني داخل الشركة مستقر جدا، وأنه لم تسجل أي حالة اختراق أمني أو أي شي من هذا القبيل، وأن عمليات الصيانة تسير على قدم وساق.
وتابع الورفلي قائلا إننا ننتظر انتهاء أعمال الصيانة حتى نبدأ في تشغيل المصانع وأشاد بدور القوات المسلحة العربية الليبية،وجهاز حرس المنشآت النفطية،والجهود الكبيرة التي قدموها من أجل أحكام السيطرة الأمنية في مواني التصدير والحقول النفطية الواقعة جنوب المنطقة.
وفي إشارة لعدم تدخل القوات المسلحة في أعمال المؤسسة الوطنية للنفط،والشركات التابعة لها أكد الورفلي على أن القوات المسلحة خرجت من الحقول ورابطت على أطراف منطقة الهلال النفطي منذ رفع حالة القوة القاهرة عن المواني .
ونوه إلى أن منطقة الهلال النفطي وما جاورها من مناطق باتت تحت ظل شرعية الدولة.
ويمكننا أن نستنج مما سبق ذكره أن المشهد الأمني في منطقة الهلال النفطي بدأ يستعيد عافيته وأن التحوطات الأمنية التي تقدم معنا ذكرها في الآراء،والتصريحات الصادرة عن المسؤولين وآمري الوحدات العسكرية ومن عين المكان تؤكد على استقرار المنطقة وأيلولة المرافق لسيطرة الدولة وإداراتها.
ويمكننا المراهنة عليها لا سيما أنها مدعومة بالغطاء الشعبي والقاعدة الاجتماعية المتينة التي انطلقت من خلالها عملية ” البرق الخاطف” التي أعادت مواني التصدير والحقول النفطية إلى شرعية الدولة،الأمر الذي سيترتب عليه نتائج إيجابية تنعش الوضع الاقتصادي للبلاد في حال أحسن إدارة هذه الموارد.(وال- رأس الأنوف) ع هـ / س ع