بنغازي 06 أكتوبر 2017 (وال) – التقى الخميس مبعوث الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الدكتور غسان سلامة بعميد بلدية بنغازي المستشار عبد الرحمن العبار ونخب من السياسيين والحقوقيين والإعلاميين والأكاديميين بينهم أعضاء من التكتل الفيدرالي وممثلون عن المجتمع المدني في مدينة بنغازي.
واستمع المبعوث الأممي الدكتور غسان سلامة خلال اللقاء إلى أرائهم واقتراحاتهم حول الحوار لصياغة تعديلات الاتفاق السياسي في تونس، وكذلك الخطوات المقبلة المزمع اتخاذها لحل الأزمة السياسية.
وفى مستهل اللقاء رحب المستشار عبد الرحمن العبار عميد بلدية بنغازي بالمبعوث الأممي غسان سلامة وأبلغه أن لقاءات مميزة ومثمرة من قبل الأكاديميين والسياسيين ومثقفين ونشطاء المجتمع المدني والتيار الفيدرالي قد عقدت خلال الأيام الماضية و استمرت لثلاث أيام بشأن بداية الحوار السياسي ومن خلال الخطة التي عرضتها الأمم المتحدة في 20 سبتمبر الماضي والتي تضمنت مشروع الدستور ومتخلل الهيئة التأسيسة لصياغة الدستور من عيوب في نتائجها والتي تعرضت إلى طعون قضائية كثيرة فُصل في بعضها والبعض الأخر ينتظر الفصل فيه، وكذلك محاولة البعض الالتفاف على المؤسسة العسكرية وإجهاضها من خلال دخول بعض العناصر الإرهابية إلى طاولة الحوار .
وأكد عميد بلدية بنغازي على أهمية أجراء تعديلات جوهرية وخصوصا في المواد ((12 -14- 15-16-19 من الاتفاق السياسي .
وقام عميد بلدية بنغازي خلال الاجتماع بتسليم غسان سلامة رسالة من نخب مدينة بنغازي بشأن ما توصلوا إليه من نقاط أساسية بشأن الحوار السياسي .
وبدوره، توجه المبعوث الأممي غسان سلامة بالشكر إلى المستشار عبد الرحمن العبار على حفاوة الاستقبال والترحيب وعلى الجهد الذي يقوم به من أجل مساعدتنا في الوصول إلى نتائج مثمرة .
وتابع المبعوث الأممي “وصلتني رسالتكم وعلى الفور طلبت من بعثتي أن يرتبوا لقاء معكم وأشكركم سلفا على كل نصيحة ورائ ، ولأن هذه الخطة التي طرحتها على المجتمع الدولي وأنا مسرور من أن المجتمع الدولي وافق عليها بإجماع غير مشروط في 2017/9/20 م وهي ملك لليبيين ولن أخترع فيها شئ، إلا إنني استمعت إلى أعداد واسعة من الشعب الليبي وحاولت فقط التوفيق بينهم ونحاول وضع الخطة بطريقة عقلانية ولن افرض على الليبيين شئ ” .
وأكد الدكتور غسان سلامة على أن ما يحدث في تونس هو اجتماعا وليس حوارا وهو اجتماع لصياغة تعديلات وفق ما نصت عليه المادة (12) من الاتفاق السياسي منوها أنه لا يهتم بمن يمثل المجلسين الرئاسي والنواب، مؤكدا أن الحوار هو موضوع مختلف تماما له شروطه في التمثيل وجدول الأعمال وفى النتيجة المرجوة منه .
وتابع غسان سلامة فيما يخص تداول أسماء بعض الشخصيات بشان قيادة البلاد ” لقد منعت على كل الستة عشر عضوا في لجنتي الصياغة أن يذكروا اسما واحد خلال الاجتماعات لا رئيس مجلس رئاسي ولا رئيس حكومة ومن يقول ذلك فهو كاذب، كما أن خلال اجتماع لجنة الصياغة لن نسمح لأي سفير أو قنصل أو حتى اعلامي من الاقتراب من مبنى البعثة وأنا حريص على سيادة ليبيا ” .
ونبه المبعوث الأممي إلى أن عدم الخلط بين مشروع لجنة الدستور وما بين موضوع لجنة صياغة تعديلات الاتفاق السياسي، مؤكدا أن لجنة صياغة التعديلات مؤقتة لمدة لا تتجاوز عام واحد والتي بدأت منذ 20/ يونيو وأن الدستور الدائم للبلاد لايخلط بموضوع مؤقت سينتج مجلس مؤقت وحكومة مؤقتة بينما الدستور ينتج الأشياء الثابتة والدائمة .
وحول المادة (12 )، قال المبعوث الأممي ” أنا لم اختر المفاوضين في لجنة الصياغة هناك المادة (12) من الاتفاق السياسي تنص على إذا شئتم بالتعديل فان التعديل يكون من خلال قيام مجلس النواب ورئاسي بتقديم لجنة مشتركة لصياغة التعديل، ولكن هذه ليست نهاية المطاف إذ اللجنتين لم ينجحان فلدينا خطط أخرى ” .
وأكد المبعوث الأممي أنه لايستطيع تجاوز هيئة الدستور قائلا ” لا استطيع تجاوز هيئة الدستور لأنها منتخبة وهى أنتجت مسودة الدستور وهناك ملاحظات عديدة وكثيرة عليها سواء في شرق أو جنوب أو حتى غرب البلاد فإمامنا أما أن نقبل بنص المسودة كما هي أو هناك حل أخر نطالب فيه هيئة الدستور الى الاستماع الى الملاحظات وتعديلها، وهناك حل ثالث إذ تعذر هذا أو ذاك وهو العودة الى دستور 1951 المعدل في 1963 م ” .
وعن إحاطته الأولى حول ليبيا بالأمم المتحدة قال غسان سلامة ” في إحاطتي الأولى بالأمم المتحدة لم أتحدث عن الفساد فانا اعتقد أن ليبيا ليس بها فساد بل أكثر من ذلك بكثير في ليبيا نهب ممنهج للثروات، فليبيا تخسر سنويا 2 مليار دولار من تهريب المحروقات فانتم حاليا تنهبون فذلك اخطر من الفساد فكل دول العالم فيها فساد فوجب علينا جميعا أن نسرع الخطى لان الوقت لا يعمل في مصلحة ليبيا ” .
وفى ختام اللقاء قام الشاعر الكبير راشد الزبير بإهداء المبعوث الأممى الدكتور غسان سلامة مجموعة من الكتب ودواوين شعرية .
يذكر أن زيارة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة تأتي إلحاقا إلى الاجتماعات التي عقدت لمدة ثلاث أيام برعاية بلدية بنغازي في الأسبوع الماضي بشأن مبادرة المبعوث الأممي لدى ليبيا والتي طرحت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك . ( وال – بنغازي) ع م