بنغازي 08 أكتوبر 2017(وال)- يعد مستشفى النفسية في بنغازي الأول في المنطقة الشرقية والثاني علي مستوي ليبيا،حيث يقدم خدماته لرقعة جغرافية تمتد من الزاوية غربا إلى سبها جنوبا إلى أمساعد شرقا.
ويعمل في المستشفى الكائن في منطقة الهواري في بنغازي،نخبة من الأطباء الأكفاء في الطب النفسي،وتحول المستشفى إلى جمعية الكفيف.
ومرافق مبنى المستشفى عبارة عن مجموعة من العنابر تحتوي العديد من الغرف تنعدم فيها المواصفات القياسية للمستشفيات النفسية.
ويشار إلى أن افتتاح المستشفى تم عام 1982 كقسم في مستشفى الجمهورية بشكل مؤقت.
المستشفى يعاني الآن من نقص العديد من الاحتياجات التي تؤثر بشكل عام على المريض النفسي.
وفي تصريح للناطق الرسمي باسم المستشفى م.نبيل التاجوري لوكالة الأنباء الليبية قال: يعاني المستشفى من أزمة نقص الأدوية وهي تعتبر من المشاكل الرئيسة والمهمة جدا لعلاج المريض.
وذكر التاجوري حادثة ناتجة عن نقص الدواء ولها خطورتها حيث قال في حادثة سابقة أن أحد المرضى يقوم “بعضّ آذان المرضى نتيجة لنقص الدواء مما أدى به إلى حالة هياج.
وتابع التاجوري قائلا قمنا بالعديد من التحويرات التي يمكن وصفها بأنها تلفيقية،حيث تؤدي عمليات التحوير إلى صرف أموال ولا تصل للمطلوب لأن التحوير لم يأتي بالمواصفات المطلوبة وأصبحنا نجتهد في توفير موصفات خاصة ولا تتوفر في السوق المحلي أي مواد من مستلزمات المستشفيات النفسية.
وقال التاجوري أن غرف المرضى تحتاج إلى عوازل وتكييف مركزي وتهوية، ونعجز عن توفير هذه المستلزمات،والمرضى يحتاجون للعديد من الاحتياجات منها المعاطف التي تستخدم عندما يكون المريض في حالة الهيجان، وكذلك السيور الجلدية التي تربط بها المريض في غرف العزل نستخدم طرق بدائية جدا للتعامل مع هذه الحالات الخاصة.
ويقول التاجوري إن مسألة التعامل مع كل حالات المرضى النفسيين في البلاد تحتاج إلى دراسة وبحث مستفيض،ونحن تنقصنا الإحصائيات الدقيقة،وأن يكون المستشفى مؤهلًا لاستقبال هذا الكم من المرضى، وتتفاقم المعاناة بالنظر للظروف والمشاكل التي تعاني منها البلاد وهذا الوضع ضاعف من عدد مرضى الحالات النفسية والمترددين على المستشفى،وبالتالي زادت حاجة المستشفى للأدوية والمعدات ونواجه مشكلة كبيرة في توفيرها.
ومن ناحية أخرى المستشفى يحتاج إلى صيانة المباني والمرافق في أقسامه وفي توفير احتياجاته عندنا أقسام متوقفة عن الاستكمال منذ عام 2008 و 2016.
وتابع الناطق الرسمي باسم مستشفى النفسية في بنغازي م.نبيل التاجوري، في حديثه لوكالة الأنباء الليبية عن العوائق والمشكلات التي يعاني منها المستشفى أن هذا المرفق المهم يحتاج إلى استكمال البنية التحتية التي تعتبر ضعيفة جدا والموجود منها متهالك،وقال نحن إلى الآن نستخدم سيارات كسح المياه السوداء ليس لدينا ربط بخط الصرف الصحي الرئيس،ونحتاج أيضا لخزان لتجميع المياه الصالحة للشرب وأعمال النظافة وغيرها من الاستعمالات.
كما أن شبكة الكهرباء تحتاج إلى إعادة تنظيم لأن الشبكة قديمة والأحمال تغيرت في المستشفى وفقد المستشفى المولد الكهربائي “1 ميجا” مع بداية الحرب التي خاضتها القوات المسلحة العربية الليبية ضد الجماعات الإرهابية المسلحة خلال معركة الكرامة.
ولقد قمنا بالإبلاغ عن فقدانه ولدينا أيضا خلل في الخطوط الهاتفية التي تربطنا مع وزارة الصحة وضعف في شبكة الهاتف المحمول،ونعمل أن يكون لدينا ربط مع المستشفيات الأخرى في الخارج.
وأضاف التاجوري حصلنا على فرصة تواصل مع مستشفى في سويسرا ولكن ظلت وسيلة التواصل هي العائق، ونعمل من خلال إدارة التدريب لإعداد دورات لرفع كفاءة العاملين في قطاع الصحة، وهذا الأمر مهم جدا لمواكبة التطور العلمي في هذا التخصص من علوم الطب.
وشدد على ضرورة تعزيز الأمن في المستشفى وخاصة للحالات المحولة من السجن، وذلك لما فيه من تبعات جنائية والخوف من أولياء الدم، وأشار لحادثة في سنة 2013 عندما تم الدخول للمستشفى عن طريق أولياء الدم في أحد القضايا لمتهم مريض في المستشفى وقاموا بقتل المريض وتقطيعه وإطلاق النار عليه،فهذه مسألة حساسة يجب وضعها في عين الاعتبار من قبل المسؤولين والجهات المختصة في الدولة.
ونوه التاجوري إلى أن من يعمل في المستشفى النفسية يفتقد إلى أبسط أنواع التقدير ورفع المعنوية والمكافأة وقال: نحن ليس لدينا أي تحفيز ولا تأمين طبي ولا أي علاوات خطر،و توجهنا بطلب إلى وزير الصحة السابقة فاطمة الحمروش،وأصدرت قرارًا بصرف علاوة خطر لكل من يعمل في المستشفى ورفض من وزارة المالية لأنهم طلبوا أن يكون القرار صادر من رئاسة الوزراء،فأعدنا توجيه الطلب إلى دولة رئيس مجلس الوزراء في الحكومة المؤقتة السيد عبدالله الثني،ومضى على المخاطبة أكثر من خمسة أشهر وموجود الطلب في مكتبه وننتظر حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وأضاف التاجوري استطعنا العودة إلى مقر المستشفى في منطقة الهواري يوم الإثنين الأول من أبريل 2017م بعد انتقال المستشفى إلى إحدى المدارس خلال الحرب على الإرهاب،بشكل مؤقت بمساعدة شركة الريحان للعصائر، ومحال البركي، ومحال ماماش، ومحطة بنزين الشيباني.
وقدم التاجوري الشكر لصندوق التضامن الاجتماعي، الذي كان سندًا كبيرًا للمستشفى حيث قام الصندوق بإمداد المستشفى بكمية من البطاطين والفراشات والدفايات وأثث لنا المكاتب، كما قدم الشكر لمصرف السرايا في طرابلس الذي كان له دور في التبرع بعدد من المكيفات، وأيضا محال العبيدي،وأخيرا شركة آلفا للأدوية،وبعض الناس من أهل الخير ممن نجهل حتى هويته وقدموا للمستشفى مساعدات .(وال- بنغازي) أ س/ س ع/ ع م