بنغازي 08 أكتوبر 2017(وال)-تقول منظمة الصحة العالمية إن سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على حدّ سواء.
ووفقا لتقديرات موقع “غلوبوكان” التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان؛فإن نحو 1.38 مليون حالة جديدة للإصابة بسرطان الثدي و000 458 حالة وفاة من تحدث سنويا جراء الإصابة به.
وحيث إن شهر أكتوبر من كل عام قد خصص للتوعية بسرطان الثدي في بلدان العالم كافة؛فقد احتضنت بنغازي يوم أمس السبت ندوة علمية بعنوان “سرطان الثدي بين الوقاية والعلاج”.
وانتظمت الندوة بالاتفاق مع الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان في مدرج سناء محيدلي في جامعة العرب الطبية،تحت إشراف رئيسة اللجنة التحضيرية الدكتورة نعيمة الزليطنى،ورئيسة الحملة الدكتورة فاطمة زيو وبالتعاون مع فريق عمل الحملة الذي ابتدأ بـ20 امرأة قبل أن يتزايد إلى عدد أكبر من الداعمات.
وأقميت الندوة كذلك بدعم من مركز الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي ومشاركة الشركة الليبية للتسويق النفطي وجمعية الهلال الأحمر الليبي،وعدد من ناشطات المجتمع المدني وفريق الكشاف جمعية الشهيد عمر دبوب لرعاية الأيتام والمنظمة الخيرية لأجلك بنغازي أبادر بالإضافة إلى جمعية أيادينا.
وفي غضون ذلك تخللت الندوة إقامة بزار خيري ومعرض للكتاب؛ حيث سيتبرع المعرض بنسبة من الأرباح لتوفير احتياجات المرضى.
وكانت أهداف الندوة الوصول إلى نحو 10 آلاف سيدة وفتاة في مدينة بنغازي لحثهم على ضرورة الكشف المبكر وتدريبهن على الكشف الذاتي ونشر الوعي ورفع مستوى التثقيف الصحي من خلال إقامة لقاءات عمل تستهدف تعليم طلبة الطب والامتياز لإجراء الفحوصات الطبية وتدريب النساء أيضا وتبيان خطورة تأجيل العلاج وعرض مضعفاته،وكيف يمكن تلافيها إذا اكتشف المرض مبكرا.
وكانت الكلمة الأولى لفريق الحملة،ألقتها الدكتورة فاطمة زيو؛ حيث شكرت كل من دعم هذه الحملة، والتي كان هدفها الأول هو إيصال صوت الندوة إلى أكثر عدد ممكن من النساء والسيدات.
وتحدثت زيو خلال كلمتها عن تنظيم فريق العمل لوقفة تشجيعية لمرضى سرطان الثدي في نهاية أكتوبر، والتي سيتم الإعلان عنها مسبقا.
ثم بدأت الحملة بعرض ورقات بحثية مقسمة إلى 4 محاضرات كان أولها ورقة بحث باسم “المسح الميداني عن معلومات وتطبيقات السيدات في مدينة بنغازي حول الكشف الذاتي” حيث تم عرض نتائج بحث لسنة 2013.
ووفق تقديرات المسح الميداني؛ فإن 1 من أصل 8 سيدات يصيبن بالمرض، مشيرا إلى أن 23 في المئة من الإصابات في مدينة بنغازي و55 في المئة من تلك الحالات مبكرة و60 في المئة منها حالات كشف متأخرة.
كما أفادت تقديرات مركز صبراتة، بحسب ما جاء في الورقة أن ما نسبته 60 في المئة من الإصابات المتأخرة و 54 في المئة من الحالات المتقدمة؛فيما 60 في المئة من السيدات ليس لديهن وعي بالمرض.
وفي سياق هذه النتائج قالت الدكتورة فاطمة زيو”بعد هذه الإحصائيات قررنا رفع مستوى الوعي بالمرض والتثقيف به للتقليل من الإصابة والحد من نسبة انتشاره”.
وشهدت الندوة إلقاء محاضرة ثانية بعنوان “هل سرطان الثدي مشكلة في بلادنا؟” ألقتها الأستاذة المشاركة من قسم طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب الدكتورة عزة حسين.
وبعد ذلك تخللت الندوة قصة لناجية من المرض ألقت تفاصيلها السيدة فوزية الغزالي؛ حيث تحدثت السيدة عن معاناتها بسبب التأخر في العلاج وعدم حصولها عليه نظرا للظروف الأمنية التي شهدتها البلاد في فترة اكتشافها للمرض،الأمر الذي سبب لها مضاعفات خطيرة،ما دفع الأطباء إلى إجراء عملية استئصال للثدي والخضوع لعلاج بالكيماوي بجرعات مخففة؛حيث شددت على ضرورة الانتباه لهذا المرض وأخذ الحيطة والحذر وعدم إهمال فتره العلاج.
إلى ذلك انتقلت الندوة إلى مشاركة قدمها الدكتور صالح الفايدي اختصاصي غذائي،حيث تحدث على أهمية المحافظة على نمط غذائي صحي والابتعاد عن الأطعمة الدسمة الخطرة.
بعد ذلك شارك مدير مكتب التثقيف الصحي أحمد العوامي بكلمة تشجيعية شكر خلالها كل القائمين على هذه الحملة،تلاها مشاركة من الدكتور صلاح العبيدي استشاري جراحة عامة وجراحة مناظير؛ حيث قدم العبيدي فكرة عامة عن المرض وعرض رسم بياني لآخر الإحصائيات المرضية.
ثم قدم العبيدي شرح مبسط لطريقة الكشف الذاتي التي يمكن للسيدة أن تقوم بها لفحص نفسها في المنزل،وختم كلمته بنداء إلى كل المسؤولين لضرورة إقامة مركز خاص لعلاج سرطان الثدي.
وانتقلت الندوة للمحاضرة الأخيرة والتي كانت بعنوان”الدعم النفسي وأثره في الحد من المرض” ألقتها الأستاذة عزيزة الطبولي؛ حيث حثت على أهمية الدعم النفسي الذي يجب أن تتلقاه المريضة للمساهمة في زيادة نسبة شفائها.
إلى ذلك نبّه اختصاصي علم الوراثة سالم علي،إلى أن الوراثة تلعب دورا كبيرا في إصابة بعض الحالات بالمرض.
هذا واختتمت الندوة الدكتورة نعيمة الزليتني،متمنية أن تكون قد حققت أهداف الحملة،ومن ثم قامت بتقديم شهادات الشكر والتقدير للمشاركين والداعمين للندوة. (وال-بنغازي) ف و/ ف خ