برلين 09 أكتوبر 2010 ( وال )- تحصل الكاتب الليبي هشام مطر على جائزة الأخوين “شول” الألمانية، عن روايته “العودة” الصادرة عن “راندوم هاوس” الألمانية.
هذا وتُمنح جائزة “شول” سنويا لكتّاب يُظهر الاستقلال الفكري وتعزيز الحريات،وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف يورو، أي ما يُعادل 10.600 آلاف دولار أمريكي وفقا لموقع الجائزة.
وتأسست الجائزة في ألمانيا تكريما لذكرى الأخوين “شول” وهما أعضاء في مجموعة “الوردة البيضاء” لمقاومة النازية وتم إلقاء القبض عليهما في محاولة لتوزيع منشورات في عام 1943 وتم الحكم عليهما بالإعدام .
رواية “العودة”
وتدور أحداث رواية “العودة” الصادرة عن دار “راندوم هاوس” عن رحلة الكاتب هشام مطر إلى ليبيا للمرة الأولى منذ 33 عاما،وسط ذكرياته المؤثرة عن المكان الذي يشد رحاله إليه،في محاولة للبحث عن إجابات حول اختفاء والده المفاجئ فى مطلع التسعينيات.
ومن خلال عرضه لأحداث الماضي وعودته إلى مدينته وعائلته عقب سنوات من الغياب، نجد أن أسلوب الكاتب يتميز بحساسية الشاعر فيكتب “سيحكي لي أحد الأشخاص القصة من البداية إلى النهاية، وفي المنتصف سأجد أني أعرف كل التفاصيل وسمعتها من قبل” .
ونالت هذه الرواية احتفاء دوليا كبيرا،حيث كتبت عنها غالبية الصحف العالمية الكبرى، وقد أشادت بها وبأسلوبها الأدبي بالغ الرقي، كما تم إطلاقها في الوقت نفسه في بريطانيا وكندا وأمريكا بأغلفة مختلفة .
ويُعتبر الكاتب الليبي هشام مطر هو أحد الروائيين الليبيين،والذي بدأ رحلة الكتابة، ليتميز بأعماله حتى تحصل على العديد من الجوائز العالمية .
سيرة الكاتب
ولد فى مدينة نيويورك عام 1970 لأبوين ليبيين ودرس الهندسة المعمارية فى معهد غولد سميث ويقيم متنقلًا بين لندن ونيويورك، حيث يعمل أستاذا مندوبا في كلية بارنارد بجامعة كولومبيا،كما افتتح مكتبًا للتصميمات المعمارية،غير أن حبه للأدب وميله للكتابة،جعله يتجه إليها فى مجال كتابة الشعر والرواية باللغة الإنجليزية كما عمل ممثلا مسرحيا أيضا .
رحلة كفاح
الكاتب هشام مطر هو ابن المعارض جاب الله مطر، الذي عمل سابقا ضمن الوفد الليبي للولايات المتحدة، وتحول إلى واحد من السياسيين المنشقين البارزين، والذي أجبر على الخروج من مدينة طرابلس إلى القاهرة، كعقاب على عمله ضد نظام القذافي.
وعقب ذلك بـ 10 أعوام حينما كان هشام طالبا يدرس في لندن، تم خطف والده من شوارع القاهرة وأعتقل عام 1994 وظل مصيره غامضا، إلا أنه من المرجح أن السلطات أودعته سجن أبوسليم في طرابلس الذي شهد مذبحة معروفة باسمه في عام 1996.
قلم وألم
وكان لحادثة غياب والده الأثر الكبير على اتجاهه في كتابته؛ حيث قدّم رواية “فى بلد الرجال” بعد محاولات عدة للكتابة والتي تختزل الحياة الليبية فى نهاية السبعينات،خاصة صور القمع والاضطهاد السياسي والاجتماعي،على لسان فتى صغير يعيش مع أمه التى تتعاطى الكحول، وقد ترجمت الرواية التى كُتبت باللغة الإنجليزية إلى عدة لغات،كما حظيت بالعناية والاهتمام .
كما عمل الكاتب الليبي قبل العمل في دار نشر “بنغوين” التي نشرت روايته، فى مجالات عدة بينها : العزف على الجيثار، العمارة، النحت، تجليد الدفاتر .
جوائز وانتصارات
وتم شراء رواية “فى بلد الرجال” قبل صدورها من أشهر، من قبل دور النشر فى فرنسا وهولندا وإيطاليا وأمريكا والسويد وغيرها،حيث ظهرت بـ 18 لغة منها اللغة العربية،وقد رشّحت الرواية لجائزة “بوكر مان” للأدب الإنجليزي،ونال أيضا جائزة “حلقة نقاد الكتاب الوطني” في أمريكا وجائزة “ذا غارديان للكتاب الأول” في بريطانيا، وترجمته إلى 28 لغة، كما صدرت له مترجمة إلى العربية عن دار الشروق المصرية .
كما كانت له قصائد شعرية نشرت فى مجلة “ساوندز” إلى جانب إدراج ديوان شعري فى التنافس النهائي على جائزة ” إيست إنجيلا” الأفضل للمواهب وله أيضا مشاركات فى عدد من الصحف العربية بينها صحيفة الشرق الأوسط .
ويرى الكاتب هشام مطر في الرواية إن إشكالية البحث عن تيمة “الأب المفقود”، أو “الأب الغائب” في روايته ” العودة .. أباء وأبناء وبينهما أرض “، والتى كان أول إصداراً لها باللغة الإنجليزية عن دار نشر “راندوم هاوس” البريطانية .
ويأتي الاحتفاء برواية هشام مطر ليس لكونها فقط عن ليبيا وما جرى ويجري فيها، وإنما لتفّرد أسلوب مطر الأدبي وجمالياته السردية التي استطاعت الوصول إلى كل هذا الانتشار العالمي، وتترجم أعماله إلى عديد من اللغات الأخرى .
سيرة الذاتية
الكاتب هشام مطر سيّرة ذاتية عاد إلى مدينة طرابلس عام 2012 بعد 30 عاما من النفي خارج البلاد، ولمدى تشابُك السرّد بالواقع يشعُر القارئ بالجانب الحسي القوي يظهر في الوصف، وتجلي المشاعر لابن فقد أباه ويقرر البحث عن حقيقة هذا الفقد، وتظهر بها النتائج المروعة لخسارة شخص فجأة دون تفسير أو مبرر واضح، بينما تستمر قوة الأسرة والروابط الثقافية .
كما فاز الكاتب الليبي بجائزة مؤسسة “بين” الأمريكية عن روايته “العودة” وتبلغ قيمة الجائزة قرابة 75 ألف دولار أمريكي،كما تُمنح الجائزة الأدبية التي بدأت في عام 1963 للأعمال الأكثر تميزا في مختلف صنوف الأدب وأنواعه.
كما حصدت “العودة” جائزة الكتاب الأجنبي الفرنسية في يناير الماضي، فى نسختها لعام 2017 التي صدرت تحت عنوان “الأرض التى تفرق بينهم” باللغة الفرنسية . ( وال – برلين ) س خ/م هــ/ ر ت