نيويورك 12 أكتوبر 2017 (وال) – احتفلت الأمم المتحدة , يوم أمس الأربعاء في مقر صندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” , ” باليوم الدولي للطفلة ” والذي يصادف الحادي عشر من أكتوبر من كل عام .
وكانت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة اعتمدت هذا اليوم للاعتراف بحقوق الفتيات , وتسليط الضوء على التحديات التي تواجههن داخل المجتمع في جميع أنحاء العالم.
أهداف هذا اليوم
يهدف هذا اليوم الدولي إلى التصدي لقضايا الفتاة والتحديات التي تواجهها، وفي نفس الوقت تعزيز تمكين الفتاة وإتاحة الفرصة أمامها لإثبات قدراتها وتحقيق تطلعاتها.
ويوم أمس في نيويورك تركز الاحتفال حول إيجاد حلول تمكينية , تعمل لإنهاء العنف ضد الفتيات، بما في ذلك كيفية جعل الإبتكار وبرمجة “الجندرة” والإجراءات الحكومية حاسمة في هذا الجهد.
عنف وإضطهاد
في الذكرى السادسة للاحتفال باليوم العالمي للفتاة، لا تزال إحصاءات المنظمة تشير إلى وفاة فتاة كل عشر دقائق في مختلف ربوع العالم؛ بسبب ممارسات العنف والاضطهاد في حقهن.
كما تشير تقارير صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن الفتيات في الكثير من الدول النامية لا يزلن يعانين من العيش في ظروف سلبية وقاسية.
أرقام وإحصائيات
وذكرت التقارير المنشورة على الموقع الإلكتروني للصندوق أنه ثمة تطور ملحوظ طرأ على حياة الفتيات المراهقات خلال الـ15 سنة الأخيرة على مستوى العالم ، بينما لا تزال معاناة الفتيات في مرحلة الطفولة متواصلة.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، إن عدد الفتيات الصغيرات في العالم بلغ 1.1 مليار، منهن 62 مليون طفلة لا يذهبن إلى المدرسة، و16 مليونا أخريات معرضات إلى مخاطر بشأن مواصلة تعليمهن.
وأوضحت اليونيسيف أن فتاة من كل سبع بين أعمار الـ15 والـ19، تتعرض إلى الزواج القسري على مستوى العالم، في حين يصل العدد في الدول النامية إلى فتاة من كل ثلاث، تتزوج قبل بلوغها سن الـ18 عاما.
ونظرا إلى صغر أعمارهن، تتعرض غالبية هؤلاء الفتيات إلى ممارسات العنف الجسدي والجنسي، إلى جانب إجبارهن على ترك مدارسهن؛ لتولي المسؤوليات المنزلية، بحسب اليونيسيف.
ويلاحظ بشكل بارز ارتفاع نسبة حمل الفتيات في أعمارهن المبكرة؛ بسبب جهلهن بطرق تنظيم الأسرة، والوصفات الطبية المتعلقة بها.
وتؤثر هذه الظواهر وغيرها، بشكل مباشر على صحة الفتيات، وتسبب لهن مشكلات جسدية، وأزمات نفسية عديدة.
غياب التعليم
قال تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي للفتاة إن 130 مليون فتاة لا يذهبن إلى المدارس عبر العالم , وبحسب الأرقام التي قدمتها اليونيسف، فإن الآلاف من الفتيات يمنعن من التوجه إلى المدارس بسبب الفقر، والزواج المبكر في العديد من الدول.
أوضاع صحية مزرية
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن مرض نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، هو أبرز الأمراض التي تؤدي إلى وفاة الفتيات بين أعمار الـ10 والـ19 على مستوى العالم، بينما يحل الانتحار في المرتبة الثانية في قائمة الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الفتيات.
ومن جهة أخرى كشف تقرير صدر الأربعاء عن البنك الدولي ومنظمة “أنقذوا الأطفال” (سيف ذا تشيلدرن) غير الربحية، أن نحو 7.5 مليون فتاة تتزوج بشكل غير قانوني كل عام.
زواج القاصرات
وذكر التقرير أن أكبر معدل لزواج الأطفال موجود في غرب ووسط أفريقيا، حيث يتم إجبار 1.7 مليون فتاة سنويا على الزواج .
وأفاد التقرير بأن نحو 100 مليون فتاة لا تشملها الحماية من زواج الأطفال بموجب قوانين بلادها، لافتا إلى أنه من بين أسباب ارتفاع معدل زواج الأطفال ضعف تنفيذ القوانين وعدم الترابط بين القوانين الوطنية والعرفية والدينية، حسبما وجد الباحثونـ علاوة على ذلك، فإن كبار الشخصيات في بعض المجتمعات ممن يحافظون على التقاليد يدعمون في الغالب ممارسات زواج الأطفال بسبب تقاليد ومعتقدات موروثة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة أنقذوا الأطفال، هيلي ثورنينج شميت “لن نرى عالما يكون للفتيات والفتيان فيه نفس فرص النجاح في الحياة قبل أن يتم القضاء على زواج الأطفال”.
وأضافت “عندما تتزوج الفتاة في سن صغيرة جدا، فإنه يهيمن عليها دورها كزوجة وأم، ومن المرجح أن تترك المدرسة، وقد تصبح حاملا وتعاني من سوء المعاملة”.
وفي غرب ووسط أفريقيا، تم تسجيل معدلات مرتفعة لحمل المراهقات، في إطار الزواج الرسمي وخارجه، بحسب التقرير، موضحًا أن أكبر معدل لزواج الأطفال موجود في غرب ووسط أفريقيا، حيث يتم إجبار 1.7 مليون فتاة سنويا على الزواج.
المساواة في الحقوق
وذكرت وزير الأسرة الألمانية كاتارينا بارلي أن اليوم العالمي للفتاة مناسبة مهمة للفت الانتباه إلى الوضع غير المحتمل للكثير من الفتيات في أنحاء العالم.
وقالت بارلي بمناسبة اليوم العالمي للفتاة إن هناك فتيات يتعرضن للظلم في مختلف أنحاء العالم، مضيفة أن -المساواة في الحقوق- لا تزال بالنسبة إليهن كلمة غريبة.
وأضافت وزير الأسرة الألمانية “في الكثير من الدول ليس للفتيات أو النساء الشابات فرص للذهاب إلى المدرسة، كما يُجبرن على الزواج ويُحرمن من اكتساب حقوقهن في مختلف النواحي”.
وبحسب بيانات منظمة “أنقذوا الأطفال” الإغاثية، هناك نحو 100 مليون فتاة لا يتمتعن بحماية قانونية في بلادهن من زواج القصر.
الإجهاض وقتل الإناث
وقالت نائبة رئيس منظمة “قرى الأطفال العالمية” جيتا تراورنيشت، في بيان “في الهند يتم بصفة متكررة إجهاض أجنة الإناث أو قتل الرضع الإناث أو التخلي عنهن، كما أن عمليات ختان الإناث في دول مثل اليمن والسنغال والسودان تكون لها عواقب وخيمة على حياتهن بوجه عام”.
وقال تقرير حالة سكان العالم لسنة 2016 إن الصندوق يحذر من أن ممارسات الزواج القسري، وعمل الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث وغيرها من الممارسات الضارة بصحة الفتيات وحقوقهن تهدد الخطة الطموحة للتنمية في العالم.
فهذه الممارسات التي تضر بالفتيات وتنتهك حقوق الإنسان الخاصة بهن -بدءا من سن العاشرة من العمر- تحول دون تحقيقهن لكامل إمكاناتهن كراشدات، وتحرمهن من المساهمة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي لمجتمعاتهن المحلية وبلدانهن.
ويقول المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور باباتوندي أوشيتيمن، ” إن عرقلة عبور الفتاة الآمن والصحي من مرحلة المراهقة إلى سن الرشد لا يشكل فقط انتهاكا لحقوق الإنسان الخاصة بها، لكنها تضر أيضا بمجتمعها وبلدها , وأينما استعصى تحقيق الفتاة لكامل إمكاناتها، فإننا جميعا خاسرون “. (وال – نيويورك) س خ / أ د