بنغازي 12 أكتوبر 2017(وال)- عام دراسي جديد، يستقبله الطلاب وأولياء الأمور بفرح من جانب، وبقلق عن كيفية توفير المتطلبات المدرسية من جانب آخر .. وتتنوع هذه المتطلبات بين كراسات وحقائب وزي مدرسي وغيرها من مسلتزمات، وتتنافس محلات القرطاسية في عرض مستلزمات المدارس بأشكال متنوعة ؛ منها ماتحمل صور لشخصيات كرتونية التي تلفت انتباه الأطفال والشباب أيضا، وتتزايد رغبة الإقبال عليها مع ارتفاع في الأسعار، تضع ولي الأمر في مأزق، ومبررات بائعي القرطاسية عن أسباب ارتفاع الأسعار نقص السيولة وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار الليبي.
وكالة الأنباء الليبية استطلعت آراء المعنيين من أولياء أمور التلاميذ وبائعي القرطاسية، وكان لقائنا الأول مع صاحب أحدى القرطاسيات، حسام ساسي، الذي أرجع سبب ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية لارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار الليبي. ويرى، ساسي أنه من الطبيعي أن ترتفع قيمة أسعار هذه المستلزمات من مصدرها وبالتالي ارتفاع أسعار بيعها للزبون.
وتابع، ساسي قوله في هذه القرطاسية كنا نتعامل بخدمة ” ادفع لي “، والتي يسرت للمواطن توفير احتياجاته، غير أن المصرف لم يلتزم مع القرطاسية ماديا، ولو بجزء يسير من المبلغ الذي نريده منها، وبالتالي توقفت عن هذه الخدمة.
أيضا، توفيق طاهر، صاحب قرطاسية التوفيق، يقول إن ارتفاع أسعار هذا العام شمل كل السلع والخدمات؛ بدءا من السلع الغذائية والخضروات كما السلع المعمرة والأثاث والسيارات، وغيرها وبالتالي فإن العامل الأساسي في ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية هو ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي ؛ مع أننا نقدر ظروف الناس، ونحاول أن نخفض في الأسعار، وتعتبر أسعار القرطاسية أقل مقارنة بالسلع الأخرى.
ويقول صاحب قرطاسية المجتهد، أن احد الأسباب في ارتفاع الأسعار عامة ومنها أسعار القرطاسية يرجع إلى ما تمر به الدولة من ظروف صعبة من نقص في السيولة ، وارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي، وأيضا إغلاق ميناء بنغازي البحري المدة الماضية بسبب الحرب التي شهدتها المدينة.
ويواصل صاحب قرطاسية المجتهد، نحن لازلنا نشتري بضاعتنا من التجار المصدر بأسعار مرتفعة لنا أيضا، ولذلك نحن مضطرين أن نبيعها بهذه الأسعار التي لا تزيد عن سعر الجملة إلا بهامش ربح قليل، لذا السبب الرئيس في الغلاء هو الوضع المتردي في البلاد عموما.
ولاحظ صاحب قرطاسية المجتهد، من خلال تعامله مع أولياء الأمور ؛ أنهم بين الشراء والامتناع .. فبعض أولياء الأمور يرى أنه لابد من توفر السيولة الكافية ليكون قادرا على توفير متطلبات أبنائهم التلاميذ.
مبلغ 400 دينار لاتكفي لشراء كافة الأدوات والمستلزمات المدرسية، فبعض الأسر لديها 4 أو 5 طلاب وجميعهم يحتاجون لمستلزمات وأدوات مدرسية هكذا تحدثت، فائزة محمد، ربة منزل واصفة وضعها ، كونها أم لعدد من الطلبة في مراحل دراسية مختلفة ، وتتعدد مطالبهم واحتياجاتهم.
أما محمد مفتاح مهندس فيقول: لعل سبب ارتفاع الأسعار يرجع لعدم تقديم اعتمادات لأصحاب القرطاسية، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة ، وقال: حتى الآن لم اشتري لأبنائي مستلزماتهم المدرسية.
ولاحظت، حميدة حمد، التي تعمل معلمة، تفاوت كبير جدا في الأسعار، حسب قولها أن بعض القرطاسيات تبيع بسعر أعلى من الذي تبيع به قرطاسيات أخرى، رغم أن الجودة والنوعية هي ذاتها، سواء الحقائب أو الكراسات أو المتطلبات الأخرى . وعبر أحد أولياء الأمور الذي له 4 أولاد ، ورفض ذكر اسمه عن حنقه وأسفه لأنه يجب عليه أن يوفر لهم جميعا كافة المتطلبات من القرطاسية والحقائب وغيرها، وقال المشكلة أن أبنائه لا يقبلون استخدام الحقائب القديمة، أو استخدام حقائب أخوتهم الذين سبقوهم، ويصرون على شراء حقائب جديدة، رغم ارتفاع أسعارها. وقال الأسعار متفاوتة ومرتفعة تلتهم جيوب أولياء الأمور بالمقارنة مع أسعار القرطاسية العام الماضي.
وسجل أغلب أولياء الأمور استيائهم فالأسعار مرتفعة جدا هذا العام، ومن خلال استطلاع الآراء رصدنا بعض الأسعار التي أظهرت أن ثمن حقائب الكتب مابين 75 و100 دينار، بينما وصل سعر حقيبة الإفطار، وزمزميه الماء إلى 25 دينار، ووصل سعر أقلام التلوين إلى 5 دينار.
أما أسعار الكراسات فكانت 100ورقة 2.75 دينار ، وكراس 60 ورقة مصنع النجاح بسعر 1.25دينار ، الكراس المصري 60 ورقة حساب و إملاء والعلوم و الإنجليزي فأسعارها 1.25 دينار، والكراس صيني الصنع 60 ورقه إملاء وحساب ثمنه 1.50دينار ، بينما بعض القرطاسيات تجد أسعارها للكراس الواحد 3 دينار، وسعر الحقيبة المدرسية وصل إلى 140 دينار، وحقيبة وجبة الإفطار 40 دينار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الزي المدرسي الذي يحدد بألوان ومواصفات معينة، مع عدم مراعاة إدارات المدارس للظروف التي يمر بها أولياء الأمور، حيث وصل سعره إلى 300 دينار في بعض المدارس. هذا عدا ارتفاع أسعار كتب طلبة الجامعة، التي وصلت إلى 20 دينار.
كل هذه الأسعار تلتهم جيوب أولياء الأمور، مع وضع مالي متردي، ونقص في السيولة، وحالة من محدودية دخل الفرد، الذي يتقاضى فقط 400 دينار ، لايعرف كيف يدير بها أموره، مع وجود عدة حكومات لاتهتم بمتطلبات المواطن واحتياجاته، أو حتى محاولة حلحلة المشاكل والأزمات التي تأخذ كل يوم في التعدد والازدياد.(وال- بنغازي) س خ / س ع/ ع م