الرجمة 14 أكتوبر 2017 (وال) – اعتبر سيادة القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر السبت أن الانقسام الحاد بين الأطراف السياسية المتصارعة على السلطة، امتد أثره السلبي ليطال كل مناحي الحياة، لافتا إلى أنه ليس هناك مؤشرات حتى اليوم تطمئن الشعب بأن مسار الحوار الجاري هو الحل الوحيد للأزمة السياسية الراهنة.
وقال سيادة القائد العام في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الأمني الأول للعام الجاري المنعقد في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في مدينة بنغازي إن باب البدائل الأخرى التي يقرها الشعب يبقى بابها مفتوحا على مصراعيه،وأن الجيش وأجهزة الأمن جميعها رهنا لأوامر الشعب.
وأشار المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر في هذا المؤتمر الذي تنظمه هيأة السيطرة والقضاء التابعة للقيادة العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة إلى أن “أبرز المظاهر التي تمثل تهديدا مباشرا للأمن هو انتشار السلاح والمجموعات المسلحة خارج سلطة الدولة التي مازالت تعاني ضعفا شديدا في كيانها وهيكلها المؤسسي بسبب الانقسام الحاد”.
وقال إن “بلادنا تعيش مرحلة صراع عنيف بين أنصار الخير وأنصار الشر (…) يتصدر فيها الأمن كل الأولويات ويتقدم فيها دور الأجهزة الأمنية والعسكرية في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان وأدميته على أدوار كل المؤسسات الأخرى بعد أن انتصرنا وإرادة وعزيمة الرجال على الإرهاب في ميادين القتال”.
وأضاف “اليوم تبدأ معركة الأمن بعد إعلان التحرير أمن المواطن وأسرته في البيت والحي والقرية والمدينة وأينما حل”.
من جهته قال رئيس هيأة السيطرة والقضاء اللواء عون إبراهيم وهو رئيس اللجنة العليا للمؤتمر إن “هذا المؤتمر يبين أننا نسعى لبناء دولة المؤسسات والقانون واستتباب الأمن، وليس لكون المؤسسة العسكرية تريد الاستيلاء على السلطة كما يروج البعض”.
وفيما يلي نصل الكلمة الكاملة لسيادة القائد العام المشير خليفة حفتر خلال المؤتمر (( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،صلى الله عليه وسلم وعلى من والاه ..
أما بعد.. أيها السادة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….
يسعدني أن ألتقي بكم اليوم وأن أشارك معكم جلسة افتتاح المؤتمر الأمني الأول لهذا العام في وقت تعيش فيه بلادنا مرحلة صراع عنيف بين أنصار الخير وأنصار الشر أنصار الحياة أنصار الموت صراع بين النور والظلام بين التقدم والتخلف بين الإنسانية وأعدائها مرحلة يتصدر فيها الأمن كل الأولويات ويتقدم فيها دور الأجهزة الأمنية والعسكرية في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان وآدميته على أدوار كل المؤسسات الأخرى بعد أن انتصرنا وإرادة وعزيمة الرجال على الإرهاب في ميادين القتال، اليوم تبدأ معركة الأمن بعد إعلان التحرير أمن المواطن وأسرته في البيت والحي والقرية والمدينة وأينما حل..
أمن الدولة ومؤسساتها ومرافقها وحدودها وثرواتها.. أمن أبنائها وأحفادنا أمن المجتمع بأسرة وهي امتداد طبيعي لحربنا ضد الإرهاب وعلينا أن ندرك طبيعة الظواهر الأمنية التي تشكل التحدي الأكبر في تحقيق الاستقرار …وأن نعمل على تطوير سياستنا الأمنية… وتحديث الوسائل والتقنيات التي نستخدمها في تعاملنا مع هذه الظواهر.. فعندما يغيب الأمن يسيطر الخوف وتضعف الإرادة ويتعطل الفكر.. وتنتشر الفتن ويتقلص العطاء… ويفقد المواطن شعوره بالانتماء لوطنه… وتضيع كل التضحيات التي قدمها الشعب والجيش هباءً منثورًا .. علينا أن ندرك أن الانتصار في معركة الأمن هو التتويج الحقيقي لعملية الكرامة ..وهو المقدمة الأولى للانتصار في معركة بناء الدولة… وأنه لا خيار أمامنا إلا النصر وإن كل القطاعات التي يتطلع الشعب إلى ترميمها وتطوريها من أجل حياة أفضل أساسها استتباب الأمن بكل فروعه …علينا أن نتيقظ دوما ..وندرك أن قوى الإرهاب والإجرام تعمل ليلًا ونهارًا بأقصى إمكانياتها لتتسلل بيننا لتشق صفوفنا وتبحث عن نقاط ضعفنا لتخترق مجالنا.. وتتحين الفرص لتنفيذ عملياتها وتوظف كل إمكاناتها للنيل من أمننا واستقرارنا …لكننا لهم بالمرصاد نتتبع خطواتهم.. ونرصد تحركاتهم ..ونكتشف مخابئهم ..فلن يفلحوا مهما اشتد كيدهم ومكرهم .. ومهما تطورت تقنياتهم ..ومهما بلغت درجة تحصنهم فلا حصانة لمن يستهدف أمن الشعب..ولا مفر للعابثين بأمننا من قبضتنا ، ومواجهة العدالة والقانون ..علينا أن نهتم في أولوياتنا بكل ما يربط بين أمن المواطن،وأن نتصدى لكل ما يهدد بدنه،وعرضه، وسكنه، وماله، وأسلوبه في الحياة.. واجبهم حماية الأموال،والمنشآت الخاصة والعامة،وضمان انتظام الحياة الآمنة.. وتأمين الجبهة الداخلية ضد أية محاولات للاختراق من الخارج.. وحماية الدولة من أي هجوم إرهابي، قد يستهدف موقعا أو أشخاصا،علينا مقاومة عملية التجسس،وتوفير الحماية الضرورية ضد الجرائم الالكترونية، وجرائم الرشوة والفساد الاقتصادي والثقافي، وتوفير الإنذار المبكر قبل وقوع التهديد بوقت كافٍ، وتجنب المفاجأة ومتابعة التطورات التي تطرأ على أساليب العدو وقدراته والعمل على التكيف معها والاستعداد لها باستمرار .. علينا أيضا أن ندرك المتطلبات الرئيسة للعمل الأمني المعاصر وأن نفتح قنوات للاتصال المباشر بالمجتمع وأن نغرس في ذهنه المفاهيم الأمنية بما يدعم أوجه التعاون والشراكة بينه وبين أجهزة الأمن،ويشكل صورة ايجابية عنها،بديلة عن تلك الصورة التقليدية العقيمة بأن أجهزة الأمن هي عصاة النظام للقمع والقهر والاستبداد.
وأخيرا أيها السادة وليس بآخر… وجب التنبيه إلى أن أبرز المظاهر التي تمثل تهديدا مباشرا للأمن هو انتشار السلاح والمجموعات المسلحة خارج سلطة الدولة التي مازالت تعاني ضعفا شديدا في كيانها وهيكلها المؤسسي، بسبب الانقسام الحاد بين الأطراف السياسية المتصارعة على السلطة، وامتداد أثره السلبي ليطال كل مناحي الحياة دون أي مؤشرات حتى اليوم تطمئن شعبنا بأن مسار الحوار الجاري هو الحل الوحيد للأزمة السياسية الراهنة، ليبقى باب البدائل الأخرى التي يقرها الشعب مفتوحا على مصراعيه، ويكون الجيش وأجهزة الأمن كافة رهنا لأوامر الشعب.
أيها السادة الكرام… بالأمن يتجدد الأمل وتقوى الإرادة لنصنع الحياة ونقهر الجهل والتخلف، ونبني الحاضر والمستقبل معا، وبالأمن نطرد الخوف من نفوسنا، لنفجر فيها الطاقات الكامنة، لنبني ونعمر، وتتولد في ذواتنا الرغبة في العمل والعطاء، لنضمن لأنفسنا ولأجيالنا القادمة عيشا كريما ولوطننا تطورا وازدهارا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).(وال – الرجمة) س ع / أم