بنغازي 15 أكتوبر 2017 (وال) – بدأت الحياة تعود تدريجيا داخل المدينة الجامعية في بنغازي، حيث فتحت الجامعة- التي تعتبر أول جامعة حديثة في البلاد – هذا العام أبوابها أمام الطلاب للبدء في مواصلة العملية التعليمية بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات،بسبب الحرب على الإرهاب في المدينة،معلنة بعد انتصارات جيشها انتصار علم طلابها على جهل أعدائها.
وكان لجامعة بنغازي – التي تعد من أعرق وأفضل الجامعات في ليبيا وتقع في ضاحية قاريونس جنوب مدينة بنغازي في ليبيا – نصيب الأسد من حجم الدمار الذي خلفته الجماعات الإرهابية وراءها فقد لحق دمار كبير بمباني ومقرات بعض الكليات ككلية الآداب، وكلية الاقتصاد ، وكلية الإعلام الأمر الذي صعب عودة الدراسة فيها لينتقلوا إلى مقرات جديدة مؤقتة داخل مبيت الطالبات، واستطاعت بعض الكليات ككلية العلوم، وكلية الهندسة، وكلية القانون ، وكلية تقنية المعلومات أن تواصل العملية الدراسية في مقراتها الأصلية لعدم وجود أضرار كبيرة بها .
وللوقوف على الأوضاع الدراسية داخل المقرات الجديدة لكلية الآداب وكلية الاقتصاد وكلية الإعلام التقت وكالة الأنباء الليبية (وال) بعميد كلية الآداب الدكتور عبد الكريم الجويلي عبد العالي الذي قال “استطعنا أن نتغلب على الصعاب التي واجهتنا طيلة الثلاث السنوات الماضية بأن بدأنا الدراسة في المدارس والتي كانت في البداية صعبة جدا ولكن بفضل الله وبفضل تضحيات الأبطال وبفضل جهود إدارة الجامعة عدنا مرة أخرى للدراسة في الجامعة،ومن الطبيعي أن تختلف الأمور هنا عن المدارس فهنا مجال الاختلاط أوسع وبإمكان الطلبة أن يتحركوا بحرية واسعة بين القاعات”.
وبين الجويلي بأنهم استطاعوا أن يضعوا خطة لتقسيم القاعات على الأقسام العلمية في الكلية وعددها 14 قسمًا بحيث يوفروا لكل قسم على الأقل الحد الأدنى من القاعات حتى يستطيعوا تنفيذ برنامجهم التعليمي.
وذكر عميد الكلية أن الفرصة المتاحة لنا للدراسة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة السادسة مساءً وبالتالي لدينا متسع من الوقت نستطيع من خلالها أن نفي بمتطلبات العملية التعليمية ونتجاوز العراقيل التي تواجهنا وتوفير كل احتياجات الطلاب.
وأضاف الجويلي “عقدنا عدة اجتماعات تم تخصيصها للاستعداد للعام الدراسي الجديد لتلافي العقبات والصعوبات والأخطاء التي حصلت في العام الدراسي السابق،حيث تم توزيع القاعات في فترة قبل بداية الدراسة على روؤساء الأقسام الذين وضعوا علامات لأقسامهم وجداولهم الدراسية وبدأنا بحمد الله الآن الدراسة”.
ومن جهته قال مسجل كلية الإعلام في جامعة بنغازي الأستاذ أسامة حسين الفاخري لوكالة الأنباء الليبية ( وال ) “إن المركب الجامعي ثقافة جديدة لها قانون جديد ولائحة جديدة ونظام جديد وقد استطعنا أن ننتقل إلى المقر الجديد رغم كل المعوقات التي نلمسها في كل مكان مثل عدم وجود مراكز تصوير ودورات مياه للطلبة وعدم توفر المعدات العملية للكلية”.
وتابع الفاخري ” نقلنا الأثاث الذي كان موجودًا في مقر الكلية القديم داخل مدرسة المهاجرين في الليثي والتي كانت متعاونة معنا في هذا الموضوع،وأيضا تعاونت معنا شركة المدار في توفير بعض المكاتب الإدارية والمعدات العملية ويعتبر المقر جاهز بنسبة 70% والدراسة تسير بشكل جيد جدا”.
وأشار مسجل كلية الإعلام إلى أنه بتكاثف الجهود بين إدارة الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني وشركة المدار والموظفين استطاعوا أن يتغلبوا على بعض المعوقات التي تواجههم في إكمال سير العملية التعليمية داخل الكلية،موضحا أن المقر الجديد للكلية يغطي احتياجات الطلاب التعليمية وأنهم يسعون لتوفير بعض الأجهزة الأزمة في الجانب العملي.
ومن جانبها قالت عضو هيأة التدريس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم إدارة الأعمال الأستاذة أميرة الفيتوري لوكالة الأنباء الليبية ( وال ) “بمجهودات جميع العاملين في الجامعة ومجهودات الطلبة ستعود الحياة من جديد لمدينة بنغازي وإن الأمل الكبير لأن يكون في الطالب لأنه هو من سيبنى ويعمر مدينة بنغازي”.
وأضافت الفيتوري أنه تم بفضل الله وبفضل إدارة الجامعة وعميد كلية الاقتصاد وجميع العاملين في الكلية أن تعود الدراسة في الكلية داخل الجامعة وأن نجهز المقر الجديد ليكون مناسب لسير العملية التعليمية .
وتابعت عضو هيأة التدريس “المقر الجديد ينقصه الكثير من التجهيزات ولكنه يظل أفضل من الوضع السابق، وهناك معوقات تواجه الكلية نحاول أن نتغلب عليها فنقص السيولة يعتبر معوق أساسي أمامنا فإذا توفرت لدينا السيولة اللازمة نستطيع أن نعيد ترميم الجامعة بالكامل وليس مقر الكلية فقط ، ولا بد أن يكون لرجال الأعمال كلمة في مرحلة الإعمار”.
وللوقوف على سير العملية الأمنية داخل الجامعة التقت وكالة الأنباء الليبية ( وال ) مدير مكتب الحرس الجامعي بجامعة بنغازي باسم الدرسي الذي قال “إن انتقالنا من المدارس إلى الجامعة يعتبر مجهودًا كبيرًا من إدارة الجامعة وهناك لوائح وضعتها إدارة الجامعة لابد من تطبيقها”.
وأشار الدرسي إلى أنه وفقًا لهذه اللوائح فإنه يسمح بدخول الطلاب لهذا المقر لمن لديه فقط محاضرات ووفقا لجدول المحاضرات،كما يسمح بالدخول والخروج لهذا المقر من البوابة الداخلية فقط مع عدم دخول السيارات لهذا المقر إلا من لديه مهمة رسمية.
وأفاد مدير مكتب الحرس الجامعي أنه يمنع دخول أي شخص آخر لهذا المقر من غير طلاب الكليات المذكورة ( آداب ، اقتصاد ، إعلام ) مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر وفي أعلى درجة من الانتباه لأي تحركات مشبوهة والتبليغ عنها فورا للجهات الأمنية.
وتابع الدرسي إلى الآن نحن في اصطدام مع الطلبة الجدد الذين لا يعرفون اللوائح والقوانين الخاصة في الجامعة ونطلب من إدارة الجامعة أن تعرفهم حقوقهم وواجباتنا.
وأشار إلى أنه لا يوجد تجاوزات أو اختراقات كبيرة تحدث من باقي الطلبة وأن هناك تعاونًا كبيرًا بين الطالب وحرس الأمن الجامعي،مطالبًا الجميع الالتزام بالزي اللائق داخل الحرم الجامعي وأن توفر إدارة الجامعة القيافة الكاملة للحرس الجامعي.(وال – بنغازي) هـ ع/ أ د