الرباط 24 أكتوبر 2017(وال)- تختتم اليوم الثلاثاء في مدينة الرباط المغربية, الندوة الدولية الرابعة، حول ” الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية ” والتي بدأت يوم أمس الإثنين، ونظمتها الهيأة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الدولة المغربية المكلفة بحقوق الإنسان.
وتهدف الندوة إلى عقد حوار بين مختلف الأطراف المعنية من أجل القيام بتحليل موضوعي للدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية.
وناقشت الندوة المناهج التي يمكن من خلالها الإسهام في تقوية خطاب الإعلام الإيجابي وتعزيز المشاركة النشطة والهادفة لجميع شرائح المجتمع في ترسيخ قيم التنوع والسلام والاستقرار المجتمعي وحمايتها .
وشارك في هذه الندوة الحقوقية، رئيس الهيأة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي محمد كاكوا، ونائب المدير العام لليونسكو، فرانك دولاري، وممثل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جيانيما غازيني، وكوكبة من كبار المسؤولين، والخبراء في مجالي حقوق الإنسان والإعلام.
ويشار إلى أنه من أهداف الندوة زيادة الوعي بشأن الممارسة الصحفية المسؤولة، في إطار المدونات الطوعية لآداب السلوك، ومقتضيات الاحتراف المهني، من أجل تعزيز الدور الإيجابي لوسائل الإعلام في بناء مجتمعات متينة متعددة الثقافات وتحكمها سلطة القانون.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور، يوسف العثيمين، على أهمية دور الإعلام الموضوعي في كبح جماح خطاب الكراهية.
وشدد العثيمين، في كلمة الافتتاح حول موضوع “دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية”، وأهمية مبدأ حرية التعبير وفقا لتعاليم الإسلام ومختلف المواثيق والصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
وبين المسؤولية المقترنة بممارسة هذا الحق من خلال الالتزام بالضوابط الفاصلة بين التمتع بحرية التعبير، والانخراط في خطاب الكراهية والتعصب والتمييز.
ونوه، الأمين العام بأهمية بلورة مدونة سلوك تؤطر العمل الإعلامي وتنأى به عن الإثارة وإذكاء نزعات الكراهية العبثية والإسلاموفوبيا، ليسهم بدلا عن ذلك في تعزيز قيم التسامح والتعددية الدينية والعرقية الثقافية واحترام الآخر.
ومن جهته، اعتبر وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان في الحكومة المغربية مصطفى الرميد، أن وسائل الإعلام من أهم وسائل التعبير في العالم المعاصر، ومن المقومات الأساسية لضمان الديمقراطية وتعزيز قيم التسامح والتعددية والتنوع الاجتماعي وكفالة السلم والاستقرار.
وشدد، الرميد، على أن كافة الشرائع والقوانين تتفق على أن حرية التعبير ليست حرية مطلقة، موضحأ أن من أهم الحدود في هذا المجال منع استخدام حرية التعبير من أجل التحريض على الكراهية، والتمييز، والعنف، والإرهاب، باعتبارها تمس صميم قيم ومبادئ حقوق الإنسان.
وأضاف وزير الدولة المكلف أنها تصبح في هذه الحالة خطراً حقيقياً على استقرار المجتمعات وتعايش الفئات ومن ثم على السلم الاجتماعي للشعوب والأمم.
وبدوره، قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، الدكتور عبدالعزيز التويجري، إن ظاهرة الكراهية، والإسلاموفوبيا بصفة خاصة آخذة في التصاعـد رغم الجهود الكبيرة التي بذلت خلال العقود الثلاثة الأخيرة في مجال الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات.
وأضاف التويجري أن خطاب الكراهية قد نتشر عبر وسائل الإعلام على نطاق واسع، وهو خطابٌ موجَّه في أغلبه، إلى دين واحد دون غيره من الأديان، وإلى ثقافة معينة، بحيث يتم التركيز على النيل من الإسلام، والتخويف منه وازدرائه، كما يتم الإساءة إلى الثقافة الإسلامية في مفاهيمها العامة، وتشويه الحضارة الإسلامية في مدلولاتها المتشعبة ومجالاتها المتنوعة، وإنكار فضلها على الحضارات الإنسانية المتعاقبة، مشيرا إلى أن هذا النوعُ من التمييز الديني، بقدر ما هو إذكاءٌ لمشاعر العداوة، والبغضاء، فإنه من دواعي النفور والتباعد بين أتباع الأديان، ومن أسباب تأجيج التصادم بين الثقافات والصراع بين الحضارات.
ولفت المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم في كلمته إلى أن الانتشار الواسع لخطاب الكراهية والإساءة المتعمدة إلى الدين الحنيف، قد شكلا خرقاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، ولوثائق الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، المؤكدة على حرية الإعلام وحرية التعبير، والمقيدة لها في الوقت نفسه، حينما يتعلق الأمر بالإساءة إلى الأديان، تحت بند تجريم التحريض على الكراهية ومنع العنصرية، وحذر التمييز الديني.
وبين، التويجري، أن الإيسيسكو، أولت اهتماما مركزا ضمن برامجها، لتصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام والحضارة الإسلامية في الإعلام الدولي، وواصلت تنفيذَ الأنشطة الهادفة إلى معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والصور النمطية عن الإسلام، والمسلمين، في وسائل الإعلام الغربية، من منظور إعلامي مستنير، ومن منطلق قانوني وحقوقي، وذلك لاستكمال تحقيق الأهداف المضمَّنة في وثائقها المرجعية ذات الصلة.
ودعا، المدير العام للإيسيسكو، إلى تكثيف الجهود في إطار من التعاون والتكامل، لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تشوه صورة ديننا الحنيف، وتسيء إلى مجتمعاتنا المحبة للسلام، وتهدد السلم والأمن الدوليين.(وال- الرباط) س خ / س ع