بنغازي 10 نوفمبر 2017(وال)-تعد الدراسة الاكتواريّة نوع من العلوم الخاصة بالمستقبل والتي تعتمد على مبدأ تخمين المخاطر عن طريق استخدام الطرق الحسابيّة والإحصائيّة لتقدير حجم المخاطر في مجال الصناعات الماليّة والتأمين.
ولكن وعلى الرغم من أهميتها وازدياد الإقبال على هذا النوع من العلوم منذ نشر الدراسات والتقارير التي تشير إلى أهمية تلك الوظيفة باعتبارها وظيفة المستقبل في جميع القطاعات تظل هذه العلوم مجهولة وغير معروفة لدى الكثيرين في ليبيا.
وحول هذه الدراسة وأهميتها وضرورة وجودها في مختلف القطاعات والمؤسسات يقول مدير عام مركز البحوث والدراسات الاكتواريّة الدكتور عبد الغفار فرج المنفي إن مركز البحوث ومقره في منطقة الحدائق في بنغازي يعد أول المراكز الليبية المتخصصة في مجال الدراسات الاكتواريّة؛فهو مؤسسة بحثية تتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال المالي وتمارس نشاطها تحت إشراف إدارة الصندوق.
وأفاد المنفي أن المركز أنشئ بعد أن أصدر رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لصندوق الضمان الاجتماعي القرار رقم (179) لسنة 2014 وذلك لغرض إجراء دراسات اكتواريّة في صندوق الضمان الاجتماعي.
وأضاف أن للمركز مجموعة من الأهداف يسعى إلى تحقيقها وتأتي في مقدمتها أن يكون كاستثمار لصندوق الضمان الاجتماعي في مجال البحوث العلمية.
وقال إن من ضمن أهداف المركز توطين العلم الاكتواري داخل ليبيا الذي يختص بالمستقبل ويعتمد على مبدأ تخمين المخاطر وحجمها في مجال الصناعات المالية والتأمين عن طريق دراسات ومباحث علمية في هذا المجال.
وبيّن أن هذه الدراسات يقوم بها مجموعة من المؤهلين علميًا وذوي خبرة ومن أشهر تطبيقات هذه الدراسات جداول الحياة وجداول الوفاة وتستخدم في شركات التأمين بصورة عامة.
وأوضح المنفي لأن الدراسات الاكتواريّة تعطي قرارًا مفاده هل المؤسسة المالية قادرة على أنها تستمر في المستقبل سواءً على المدى المتوسط أو المدى البعيد،في ظل الأنظمة والقوانين الموجود حاليًا أم إنها تحتاج إلى بعض التعديلات في القوانين.
وذكر المنفي أن الدراسة الاكتواريّة هي دراسة شاملة وتضم العديد من التخصصات مثل الرياضيات والإحصاء والاحتمالات والاقتصاد وبرمجة الحاسوب والتمويل.
وتطرق المنفي إلى المقصود من توطين الدراسات الاكتواريّة؛حيث بيّن أن مؤسساتنا التعليمية في ليبيا للأسف لا يوجد علم اكتواري،مشيرًا إلى أن توطين العلم الاكتواري هو خلق كوادر اكتواريّة داخل المركز من الخريجين في تخصصات مختلفة كالهندسة والحاسوب والإحصاء والاقتصاد والمحاسبة وبرمجة حاسوب.
وقال المنفي إن “المركز يقوم بإعطائهم دورات تدريبية بحيث يصبحوا اكتوارييّن أو متخصصين في الدراسات الاكتواريّة مستقبلًا”.
وأضاف “أن هؤلاء الشباب من الجنسين عليهم عبء كبير بعد ذلك لنشر الدراسة الاكتواريّة”.(وال-بنغازي) ر ع/ ف خ