بنغازي 11 نوفمبر 2017 (وال) – بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتهت المعارك العنيفة التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية ضد الجماعات الإرهابية لتحرير كامل مدينة بنغازي بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى العديد من المناطق والأحياء والتي كانت تسمى منذ أشهر بمناطق وأحياء الخطر والموت.
وتعتبر منطقة البلاد من المناطق التي كان لها نصيب الأسد من حجم الدمار والخراب الذي تسببت فيه الجماعات الإرهابية تاركة وراءها ظروفا صعبة ومعاناة أصعب يعانيها سكان هذه المنطقة.
وقد التقت وكالة الأنباء الليبية (وال) بعدد من أهالي المنطقة الذين اشتكوا من عدم وقوف المؤسسات الحكومية للدولة والجهات المعنية والمختصة على أوضاعهم وأوضاع منطقتهم المنكوبة على حسب قولهم.
وقالت المواطنة فتحية محمد مختار إن المنطقة تم فتحها أمام الأهالي منذ ثلاثة أشهر وعند دخولنا مباشرة إلى المنطقة وجدنا جزءًا من البيت مهدم ومحروق،بالإضافة إلى سرقة بعض المجتويات .
وتابعت فتحية إلى الآن لم تأتي أي لجنة من الدولة لتقوم بحصر الأضرار الجسيمة في المنطقة،ولم يطرق أي مسؤول حكومي بابنا،ناهيك عن استمرار انقطاع الكهرباء والمياه الذي أتعبنا بشكل كبير.
وأضافت المواطنة أطلب من الحكومة أن تهتم بالمدينة وأن توفر لنا السيولة حتى نقوم بترميم وصيانة منازلنا، وأن تعمل بشكل جدي وفوري على إحضار الكهرباء والمياه حتى نستطيع البقاء والاستقرار في المنطقة.
وفي نفس السياق قال المواطن ناصر محمد بسيكري من أقدم سكان منطقة البلاد لـ (وال) نحن نعاني من الإيجارات بشكل كبير في ظل نقص السيولة،ويزيدنا معاناة حجم الأضرار التي لحقت بمنازلنا والتي تجاوزت 85% .
وتابع البسيكري لم تأتي أي جهة مسؤولة لتفقدنا وتفقد بيوتنا ولكننا لا ننتظر منهم أي شي فقد بدأنا تدريجيا بتنظيف الشوارع وترميم الطرقات وصيانة المنازل بمجهودات أقل من الذاتية لأهالي الأحياء داخل المنطقة.
وأضاف البسيكري أن الأمور إلى الآن غامضة ولا نعرف ماذا يجري من تحتنا ولكن أتمنى من كل شخص لديه ضمير أن يمد يد العون للنازحين وللناس التي تدمرت منازلهم ومازالت تدفع إيجارات خصوصا بعد المجهودات الكبيرة و الجبارة التي قامت بها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية برئاسة المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر.
و قال الجندي أسامة رمضان مخلوف الضابط في القوات الخاصة البحرية إن المنطقة مازالت مليئة بالمفخخات والمساطر والألغام التي قمنا بفك العديد منها بمجهودات بسيطة من صنف الهندسة العسكرية وهي التي تسببت بالكثير من الأضرار في مباني المنطقة وأيضا في أرواح شبابها.
وبين مخلوف أن هناك لجنة تسيريه من سكان المنطقة تم تشكيلها لجمع وحصر المباني المتضررة جراء هذه الاشتباكات تقوم حاليا بحصر كل الأضرار الصغيرة قبل الكبيرة في المنطقة.
وطالب مخلوف من المسؤولين أن يراعوا الله في الوطن وفي أرواح الناس التي تزهق جراء مخلفات الحرب والألغام وأن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه وينظروا إلى المنطقة بعين الاعتبار وأن يكون لها الحق والأولوية في ملف الإعمار.
وقالت المواطنة مريم موسى السعيطي عندما سمحت القوات المسلحة لنا بدخول المنطقة فوجئنا بوجود منزلنا المكون من ثلاثة أدوار منهار بالكامل ولم يبقى منه إلا الركام الذي تمنيت وقتها لو إني دفنت تحته لأني أعرف تماما حجم المعاناة التي تنتظرني بعد خسارة المنزل الذي كان يجمعني أنا وعائلتي.
وأضافت السعيطي أنا لا أثق في أي لجنة تدعي بأنها تقوم بحصر الأضرار لأنه سيكون فقد حصر على ورق ولن يكون أكثر من ذلك ولن أطلب في يوم مساعدة من أي مؤسسة من مؤسسات الدولة لأنه لو كان أمرنا يهمهم لوجدناهم أمامنا من أول يوم دخولنا للمنطقة.
وأكملت السعيطي أن الحياة أصبحت صعبة جدا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد وتتطلب من كل شخص لديه غيرية وضمير حي أن يمد يد العون لأخيه وقريبه وجاره حتى تقف البلاد بكل قوة من جديد.
وبقولهم ” ببالة وبرويطة ” وبمجهدات فردية وذاتية يقوموا سكان منطقة البلاد بتنظيف المنطقة من مخلفات الحرب الناتجة جراء الاشتباكات وفتح الطرقات والشوارع أمام السيارات والمارة من الناس حتى تسهل عليهم الحركة داخل المنطقة. (وال – بنغازي) ه ع/ ع م